للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لونه، وعاد إلى داره في وحي وعجلة فرأى الجريمة رأى العين.

خار الرجل واضطرب وحار بين زوجة عابثة وصديق غادر. وثار ثورة الانتقام، وتنبهت في نفسه حينذاك قسوة جارفة كادت تقضي على المجرمين. . . لولا مسكة من طيبة، وبقية من ضعف. فرأى أن يسلمها لولاة الأمور ليعاقباهما العقاب المشروع.

خجل (المشالي) من صديقه، وأكب على قدميه يقبلهما، ويسأله العفو والمغفرة، وعرض عليه بعض المال يشتري به رضاه وينقذ نفسه من عقوبة لا ريب فيها، وفضيحة لا فرار منها. . . وتقدمت المرأة بنفس محتالة ودموع سيالة وألفاظ ختالة وضعف يستدر العطف، إلى زوجها تستجديه أن يسترها. . ووهبت له جميع ما في البيت من المتاع. فأبت نفسه أن تلين لزلتهما. وأشهد عليهما، وأقفل الباب وذهب إلى حاجب الحجاب. .

كان هناك رجل يكاد يطفر قلبه ويثب شماتة وأشتفاء. ذلك هو (شميس) كان يرقب القصة وفصولها عن كثب. فلما ذهب الزوج. حرس هو الباب ومعه عصابة من إخوانه، حتى وفدت جنود الحاجب فساقوا الجانبين إلى داره. وهناك أمام الحاجب لم يجدا مفرا من الإقرار بجريمتهما. وأستقدم الحاجب القاضي (شمس الدين بن وحيش) أحد نواب الشافعية ومن زملاء (نور الدين) فسمع إقرار زميله على نفسه، وكتب بذلك محضرا موقعا عليه منه.

أخذت النخوة حاجب الحجاب، ورأى أن يعاقب الجاني المعترف، عقابا ما، فنزع عنه ثيابه وضربه ضربا مبرحا حتى كاد يهلك. أما المرأة فقد حملت على أكتاف المشاعلية وضربت ضربا موجعا حتى كادت تموت. ثم أركب كل منهما حمارا، ركوبا معكوسا. وطيف بهما في شوارع القاهرة وأزقة الصليبية وحارات قناطر السباع. فملاء فضيحتهما أفواه الناس. وأصبحا عبرة للمعتين ثم أعيدا إلى سجن حاجب الحجاب.

إلى هنا كاد الستار يسدل على هذه القصة، لولا أن حاجب الحجاب فرض على المرأة غرما ماليا مقداره مائة جنيه ليطلق سراحها، فأنكرت أنها لا تملك مالا. فطلب الغرم من (غرس الدين) فأبى أن يدفعه. فاقتيدا إلى السجن حتى تؤدي الغرامة وهنا بدأ الستار يرتفع للمرة الثانية. .

كان لخليل - الزوج - ولد صغير يقرأ بأبواب السلطان في الدهيشة، وهو من الصغار

<<  <  ج:
ص:  >  >>