الجوهري الكبير، ذلك القانون السماوي الذي يعتبر قطب الرحى ومحور النظام في الكون.
وأول وسيلة يجب على من يريد أن يسير على منهج القانون الأعظم إتباعها، الاعتقاد بوجوده وبأنه أصلح القوانين للحياة بوجوده وبأنه أصلح القوانين للحياة ولا قانون غيره يصلح لتنظيم الكون وقيادة العالم إلى الأمن والسلام مما يضعه البشر لأنهم قاصرون عاجزون. هذا هو جوهر الإسلام وروحه. وهو أيضاً كان روح النصرانية من قبل، يوم أن كان أهلها يعتقدون هذا الاعتقاد.
الإسلام والنصرانية دينان سماويان. ويجب علينا أن نفهم أن الأديان السماوية تأمرنا بالتوكل على الله فبل كل شيء وأن نعظمه بقدر عظمة الكون الذي خلقه، وتبعاً لذلك يجب أن نزجر النفس عن الشهوات ونهي القلب عن الهوى والزيغ، وأن نتعود الصبر على الأذى وأن نرضى بما قسم الله وكل ما يأتنا به الله إن هو إلا يد بيضاء من الله علينا ونعمة غراء من نعمة على الكون التي يجب أن نحمدها ونخر لله ساجدين شكراً، نحمده على كل حال ولو كان ضررا يلحق بنا فقد يكون فيه شفاء لنفوسنا وتطهير لقلوبنا مما بها من الشوائب والأدران (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شراً لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
علينا أن نعرف موقنين أن عقولنا قاصرة عن معرفة شيء من أسرار هذا الكون الواسع، وتبارك الله ذو الفضل والجلال، وما أحرانا أن نقول دائماً:(إننا بقسمة الله راضون ولو ما قسم لنا المنون).
لو تأملنا سرعة انتشار الإسلام ودخوله إلى القلوب وشدة امتزاجه بالنفوس واختلاطه بالدماء في العروق، وتجردنا من عصبيتنا البغيضة، لتحققنا من أنه خير من النصرانية وأفضل تلك التي كانت منتشرة وقت ظهور الإسلام في كثير من بلاد العالم كالشام واليونان وغيرها، تلك النصرانية التي كانت تصدع الرأس ويحول بطلانها بين قلوب معتنقيها قفراً ببابا من المعاني السامية والروحية القوية التي يمتاز بها الإسلام. لقد كان في النصرانية عنصر من الحق، غير أنه كان ضئيلاً جداً وهذا هو السبب الذي جعل الناس يؤمنون بها، لأن الناس مهما كانوا فهم يريدون الحق ويسعون إليه ولكن ما إن وجد الإسلام حتى أصبحت النصرانية على حالها هذا كالدعي بجانب الأصيل.