للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

على رسم صورة العالم الذي يسعدون بالعيش فيه. . . وعلى توجيه نشاطهم وتسديد خطاهم نحو نوع الحياة التي يرضاها لهم ويرضونها لأنفسهم).

ليست (الوجودية) شذوذنا وانحرافاً كما يرميها بذلك أعداؤنا الألداء الذين أعيذ الأستاذ الكبير أن يكون منهم؛

وإن شرح ما في هذا المذهب من المزايا الجليلة يطول. ولو تفضل الأستاذ فقرأ كلمتين كتبتهما عن هذا المذهب في العدديين ٩٣٩، ٩٤٣ من (الرسالة) لعدل من رأيه كثيراً ولآمن بأنه مذهب ينبغي الالتفات إليه ودراسته.

ثم إن (الوجودية) لم تقم (على أنقاض انهيار نفسي نزل بالواعية الاجتماعية بعد الحرب الكبرى الماضية) ولعل الأستاذ يقصد (السريالية) لا (الوجودية) فهي التي قامت على أنقاض هذه الحرب الكبرى منذ سنة ١٩١٨ إلى سنة ١٩٣٩م تقريباً. . . قامت على أنقاضها وبسببها وفي ذلك يقول (أندريه بريتون) وهو من زعمائها الأولين (قامت الحركة السريالية على فكرة تبغيض الحرب وتثبيط همم الرجال عن القيام بها إن دفع بهم المجتمع يوماً إلى خوض غمارها).

٣ - أما ما قرره الأستاذ الجليل من أن كلامي (ينصب ظاهرة على المسرح المصري عامة ويهدف باطنة إلى النيل من فرقة المسرح الحديث) فالحق أن هذه تهمة خطيرة كنت ود أن يقف الأستاذ طويلا قبل أن يرميني بها هكذا في يسر وسهولة استجابة منه لوشاية حقيرة صغيرة. ولو أني كنت ذا هوى لكان هواي هذه الفرقة لا عليها، فلي من الصلات ما يعلم أمره الأستاذ الجليل، وما أراني إلا عضوا في أسرتها، ولبنة في صراحتها الذي أرجو أن يسمق ويطول.

وهل أنا إلا من غزية إن غوت ... غويت وإن ترشد غزية أرشد

وليعلم الأستاذ الجليل أنني لست ممن تشتري نفوسهم وأقلامهم، ولست من الذين إن أعطوا منها رضوا وأن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون!.

ولعل كاتباً لم يكتب في الإشادة الفرقة مثل الذي كتب عنها. وليس أقطع في ذلك من أن أحيل الأستاذ الجليل على ما كتب في (الرسالة) بعددها الرقيم ٩٣٨ الصادر في ٢٥ يونيوا الماضي عند مسرحية (حورية من المريخ) فقد قلت محييا هذه الفرقة ما نصه: -

<<  <  ج:
ص:  >  >>