للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أن هذه الفرقة ادعت أنها قامت بشيء في سبيل خدمة العقيدة الوطنية لكان حسابنا لها عسيرا، ولكنها لم تفعل، وليس في وسعنا أن نأخذ الناس بغير ما يأخذون به أنفسهم. على أنها في ذلك مقصرة مسرفة في التقصير دون شك.

٤ - ونعود بع هذا إلى موضوع المسرحيتين اللتين يذكر الأستاذ عنهما إنهما (من أقلام مصرية حاذقة أحست النبض الذي يدق في قلب كل مصري فجاءت كل مسرحية منهما تعكس في مشاهدها صورا ورؤى مما يعمر رؤوسنا في هذه الفترة العصبية من حياة مصر) ولست أعيد هنا ما قلته في كلمتي الأولى من أن كلتيهما لا تعبر تعبيرا صادقا تاما عن هذه المعاني؛ ولكني أزيد فأقرر بأنني عندما أعلنت رأيي هذا للصديق الكريم مؤلف (مسمار جحا) ذكر لي أنه لم يؤلف مسرحيته في هذه الأيام ولكنه ألفها منذ عام، وأنها بين يدي الفرقة منذ ألفها، وأنه لم يكن يقدر عند تأليفها أن الأمور ستجري في مصر على هذا النحو الذي جرت عليه من إلغاء المعاهدة وما تبعه، بل أنه لآسف أن يقع تمثيلها بعد إلغاء المعاهدة وهو إنما أراد بها أن تمثل قبل إلغائها! وتفضل فاستمع لرأي هذا في قبول حسن. فهل حقا كانت بين يدي الفرقة في هذا الوقت الذي يقرر مؤلفها الفاضل أم أنه أراد بها أن يعكس ما يعمر رءوسنا في هذه الفترة العصبية؟

وأما الثانية فقد أخبرني مؤلفها الفاضل بأنها ليست جديدة ولكنها كانت تمثيلية إذاعية، فطلب إليه الأستاذ الجليل زكي طليمات أن يجعلها مسرحية للتمثيل وحدد لها مدى لا يعدوه وجعله خمسة عشر يوما فقط! وذكر لي الأستاذ المؤلف عندما تفضل فدعاني لشهودها في (اللوج) الخاص به في أول ليلة قدمت فيها، قال لي على ملأ الناس ما يكاد يكون نصه: إنك ماض الليلة لتراني في أسوأ حالاتي! فهل كنت متجنبا ظالماً في هذا الرأي الهادئ الذي أعلنته عن المسرحيتين في لطف وعدم إسراف؟.

ولم أشأ أن أقول يا سيدي الأستاذ عن هذه المسرحية - مثلا - إنها تصور المرأة تصويرا سيئا إذ تجعلها تكف ولدها عن النضال وتمنعه من الاشتراك في كتائب التحرير وتصرخ وتولول عندما يأذن له أبوه بذلك!.

لم أشأ أن أقول هذه أو غيره وهو كثير أشار إلى بعضه صديقنا الأستاذ عبد الفتاح البارودي، ولكن الأستاذ الجليل زكي طليمات يرميني بأنني أعتسف النقد أعتسافاً وذلك في

<<  <  ج:
ص:  >  >>