لأنه قال بأنها تأكل مع الجراثيم المضرة أيضاً. وتتضمن عبارته أيضاً أن البكتريوفاج يوجد في رجلي الذبابة وفي يديها لأنه قال تقع في البراز.
ولاشك أن يديها ورجليها ترتطمان في البراز فتعلق بهما الجراثيم المضرة والبكتريوفاج معاً فمن هذه العبارة نفهم صراحة وضمنا أن البكتريوفاج يوجد في جسم الذبابة كله حتى الجناحين.
ولنا على هذا اعتراض، وهو أن الذبابة بوقوعها على البراز قد تلوثت به يدها ورجلاها، أي تلوثت بالجراثيم المضرة والبكتريوفاج معا، وأنها بأكلها البراز قد حصل البكتريوفاج في قناتها الهضمية أيضاً. ونتوسع أكثر من هذا فنقول إن البكتريوفاج يوجد في صدرها أيضاً وفي بطنها، لأنهما يلينان البراز الذي وقعت عليه، ولكن كيف تلوث جناحاها بالبراز فوجد فيهما البكتريوفاج وهما في القسم الأعلى من جسمها، لا مساس لهما بالبراز (سنذكر كلاماً للدكتور يكون جواباً لهذا ثم نجيب عليه) وقال أيضاً في الصفحة (٥٣)(وبنقله (أي الذباب) الجراثيم والبكتريوفاج المهيأ في براز الناقهين مباشرة، اجتمع في الذباب الداء والشفاء). قال (فهذا هو معنى ما ورد في عجز الحديث الشريف (قال في أحد جناحيه داه وفي الآخر شفاء).
إن الدكتور يرمي الكلام على عواهنه رمياً، وإلا فكيف يكون هذا هو معنى ما ود في الحديث. لاشك أن الذباب بوقوعه على براز الناقهين وأخذه منه الجراثيم، يكون قد اجتمع فيه كلا النوعين من الجراثيم المضرة والنافعة بلا ريب. فاجتماع كلا النوعين في الذباب أي في جسمه لا مرية فيه، ولكن كيف يكون ذلك هو المعنى المقصود مما ورد في الحديث الذي يخص كل واحد من النوعين بواحد من الجناحين، ولولا وجود المضر في جناح والنافع آخر لبطلت حكمة الأمر بغمس الذباب في الشراب، إذ لاشك أن الأمر بالغمس مسبب عن وجود الشفاء في جناح واحد، وعن كون الذباب يتقى عند وقوعه بالجناح الذي فيه الداء، فالجناح الذي يتقى به ينغمس في الشراب ويبقى الجناح الذي فيه الشفاء خارجاً غير منغمس، فلذا أمر بخمس الجناح الثاني أو بغمس الذبابة كلها كما جاء في بعض الروايات، لكي ينغمس الجناح الآخر الذي فيه الشفاء، فيبطل حكم الداء.
ولو كانت الجراثيم النافعة موجودة في كلا الجناحين أو في جسم الذبابة كله لما أمر