من أصل إيراني كونوا أقلية كان لها خطرها في مملكة الخزر السابقة. والذين لا يزال أحفادهم، حتى اليوم، يعيشون في شمال القفقاس ويعرفون بالأساتسة ولهذا السبب نجد أن رشيد الدين، مؤرخ إمبراطورية المنغول المشهور، حين يتحدث عن وصول المنغول في الهجرة الأولى، للإمبراطورية الشرقية عام ١٢٢٣م يصف كيف أتوا من إيران عن طريق القسم الشرقي من القفقاس، واضطروا في الشمال إلى كسر شوكة المقاومة القبشاكية والألانية: ومن البديهي أنه لو بقى للخزر سلطان سياسي، للعبوا دوراً مهماً في مقاومة المنغول، ولكان لهم ذكر في تاريخ رشيد الدين. ونجد الحقيقة نفسها، في استيلاء المنغول بصورة نهائية على أراضي مملكة الخزر السابقة في ابتداء السنة الثلاثين في القرن الثاني عشر الميلادي، فلقد كان القبشاك الذين قاوموا المنغول والشعوب الأخرى لا ذكر لها، ومن بينهم الخزر.
والمصادر الفارسية تتحدث من جهة أخرى عن استيلاء القبشاك في شبه جزيرة كرش في أمسية الغزو المنغولي، والتي كانت تحت حكم الخزر.
ومن غير المعقول أن أمة قوية كالغستاف، يمكن أن تترك وراءها أمة محاربة كالخزر دون أن تخضعها أولاً.
وأحسب أننا في غير حاجة إلى الدخول في تفاصيل أخرى بعد ما تقدم لتؤكد أن القبشاك، قلعوا الخزر في المنطقة حتى مصب الفولجا، تلك المنطقة التي كانت المركز السياسي لدولة الخزر، التي ذابت فيهم بالتدريج، والتي ازدهر فيها الإسلام قبل وصول هؤلاء الغزاة الذين سارعوا لاعتناقه.
وسنحاول الآن تبيان أن اندماج الخزر بالقبشاك قد تبعه اعتناق العناصر التي استقرت من هؤلاء الغزاة، مبادئ الدين الإسلامي الحنيف بالتدريج.
٢ - اعتناق القبائل القبشاكية التي استقرت في مملكة الخزر الإسلام: -
يعتبر المستشرق الروسي العظيم ف. بارنولد الذي توفى عام ١٩٣٠ حجة في سعة الاطلاع على مصادر التاريخ الإسلامي في مملكة الخزر السابقة. والذي أعرفه أنه لم يحاول مطلقاً، دراسة مصير الإسلام في هذه المملكة دراسة جدية، وكثيراً ما يجد الإنسان بعض الأحيان تناقضاً فيما كتبه عن هذا الموضوع ولكن ما ذكره بصورة عامة عن