للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وكان في المغرب أبو القاسم الشابي شاعر الحرية الخالد، أما في مصر فقد ابتدأ كفاح الشعر بالبارودي في الثورة العرابية ثم زكا بشوقي وصاحبيه حافظ ومطران.

ولما وصل باشا إلى الحال الحاضرة ارتفع جرسه وحمى صوته وراح يتحدث عن عدوان جيش الاحتلال على المواطنين وعن كفاح الشباب المجاهد في سبيل الحرية. وكان رفيقاً بالشعراء بل محابيا لهم حين ذكر أنهم يبعثون حركة الكفاح الوطني الراهن ويذكون أوارها بأشعارهم، فالواقع أن الشعر يحاول اللحاق بالركب في وناء وإعياء ولم يكن له أي فضل في إشعال قشة. . .

وقد ألقى الأستاذ محمود جبر قصيدة وطنية تناول فيها بعض الأحداث الجارية تناولاً أثار الحماسة والإعجاب، فكانت هذه القصيدة بمثابة تطبيق للمحاضرة.

ثم وقف الأستاذ محمد سعيد العريان وعقب على المحاضرة فوصف عزيز باشا بأنه شاعر نزل إلى المعركة ليقود للشعراء وسماه (قائد الشعراء) وقال إننا نتطلع بعد ذلك إلى أن يخرج الشعراء من مرحلة (التسجيل) إلى طور القوة الدافعة. نريد أن يدعوا (كان وكان) ويقولوا افعلوا واعملوا. . . وخلص من ذلك إلى دعوة الشعراء إلى التطبيق العلمي، وأعرب عن انتظار الجامعة الشعبية التي تنظم هذه المحاضرة، ما يقول الشعراء ليقدمه إلى الناس في القريب إنتاجاً عملياً. وأذكر بهذه المناسبة أن الأستاذ العريان يتولى الآن منصب المدير العام المساعد للجامعة الشعبية.

شعر المناسبات الشعبية الحديثة:

كدت أنسى القسم الثاني من رسالة الشاعر العراقي الأستاذ عبد القادر رشيد الناصري التي نشرت قسمها الأول وعلقت عليه تحت عنوان (الشعر الغنائي) في عدد مضى من (الرسالة) وقد ذكرتنيه محاضرة الأستاذ عزيز أباظة باشا التي سبقت خلاصتها. يقول الأستاذ الناصري في رسالته إلى:

(. . . ثم تقول إن الشعبية هي أن تجاري المجتمع في آلامه كما فعل على طه حين نزل إلى الشعب وتغنى بإحساسه في أروع قصائده كالقصيدة التي خلد بها أبطال الفلوجة وقصيدة (أخي أيُها العرب) التي غناها عبد الوهاب. وأنا أقول لك: هذا شعر يسمى شعر المناسبات فإذا كان المرحوم نظم في مأساة فلسطين قصيدة أو قصيدتين فأنا - ولا فخر -

<<  <  ج:
ص:  >  >>