وتفرد المسرح بالأجمال وترك الحواشي وما إلى ذلك مما يجعل كلا من الفن المسرحي والفن السينمائي يختلفان فيما بينهما تمام الاختلاف، واصبح الرأي السائد الآن في احدث المذاهب أن الجميع بينهما إنما هو جمع بين الأضداد والمتناقضات. .
ولا ادري ما تهدف إليه هذه المسرحية وهي لم تزد على سرد التاريخ سردا خاليا من أي اثر للفن أو أي تجنيح للواقع؟؟ اللهم أن كانت تهدف إلى مجرد ذكر التاريخ الواقع المبذول بين أيدي الناس ففي الكتب المدرسية التي يقرؤها التلاميذ ما يربى عليها وما يفوقها دقة وأمانة وتفصيلا! وأن كانت تهدف إلى استثارة الناس بعرض التاريخ الذي يعرفونه عليهم فإن ملاك أمر في ذلك للفن قدمنا أنها خلت منه خلوا تاما! وأن كانت تهدف إلى أن تشارك في تقدم ما يتفق والشعور الوطني الحاضر على أية صورة - فيجب أن تعلم أن عليها أن تفعل ذلك في حدود المراسم والفن المسرحي الذي تتسم به وتقوم عليه. .
هذا - واجب أن اهمس في إذن المؤلف الفاضل بهذه الملاحظات اليسير ابتغاء أن يتدبرها: -
١ - لماذا أغرم المؤلف بإبراز وفاة الكثير من أبطال المسرحية أمام الناس حتى جعل من المسرحية جنازات متلاحقة مع أن وفاتهم جميعاً لم تكن تحمل معنى خاصا، فكلهم مات على فراشه وكان في حياتهم الكثيرة من المواقف الوطنية، اللهم إلا إذا كان المؤلف قد أراد بإبراز موت السابق ترشيحا لحياة اللاحق، وهكذا دواليك! فالموت - هو الخيط وهو الرابطة التي تربط أجزاء المسرحية!؟
٢ - كيف يستسيغ المؤلف أن يبعث الوطنية في نفس ابنة الباشا المقيمة معه في منفاه بإهدائها كتابا عن (جاك دارك) ثم يزيد فيشرح قصتها، وهي - كما يرى القارئ - استعارة غير مستحسنة من البطولة الأجنبية؟ وهل خلا التاريخ المصري أو التاريخ العربي من كل صور البطولة في النساء والرجال جميعا حتى يضطر المؤلف إلى استيراد بطولة من الخارج؟؟.
٣ - كيف يتفق أن يخطئ محمود سامي البارودي - وهو أحمد علام - في نطق أبيات قام هو بتأليفه! فيقول مثلا (أجفئ وأجتنب) بيننا الثاني للمعلوم والصواب أن ينطقه مبنيا للمجهول؟ ويقول (النشب) بكسر الشين والصواب بفتحها وتلك أخطاء لا تجوز على