لن أقول لك يا فالتي ما تحدثت به شجيرات السنديان عندما رأت الحبيبين. إن في سماع الحبيبة وهي بين يدي الحبيب لذة، لقد جاءت الطير كلها تستمع إلى لحن الحب، وتبنى أعشاشها فوق تلك الشجرات. . .
وسمعت الفتاة على حين بغتة وقع أقدام الكونت وهو يمشي في الممر الطويل. ز فأصابتها الرجفة وانتظرت شرا مستطيرا. ولكن إن الينبوع لا يزال يرسل خريره الحلو الشجي، وها هي ذي جنيتنا الحسناء تأتي فتظلل العاشقين بأجنحتها والهواء رخي، ويختفيان عن الأبصار، ويعاودان حديث القبلات. . ويقترب الكونت، فيأخذ العجب! إنه ليسمع أصواتا ولا يرى أناسا!.
وانبرات الجنية الحسناء تقول:
- أنا حامية الحب، أضرب على من لا يجب غشاوة فما يسمع أو يرى! لا تخافا بعد اليوم أمرا، أيُها العاشقان الجميلان. . بل أجيبا داعي الحب في وضح النهار، والجو صاف وفي الليل والنسيم يرف، وبجانب الينابيع والأوراق تحف. أرسلني الرب لأصرف عنكم أذى الرجال، هؤلاء الساخرين من كل فضيلة، وحباني بأجنحة من الحب وقال: (اذهبي ولتتحاب القلوب! فيا بشركم. إني هنا أحمي الحب وأرعاه. . .
ثم ذهب تلتقط الندى غذاءها الوحيد تاركة وراءها الحبيبين، وقد علق فم بفم، واشتبكت كف بكف. .
وبقيا حتى الليل؛ فلما دنت ساعة الفراق ظهر الأسى في نظراتهما، فأسرت الجنية إليهما بقول يخيل أنه راقهما، فانبسطت أسارير، ولمست به جبيني العاشقين.
وفجأة. . . أوه! يا نينون. ما لك دهشت.
هكذا. انتظري سأتمم قصتي. . وفجأة انقلب لوئيس مع أوديت إلى غصنين من أغصان المارجولين! نعم من المارجولين الغض الزاهي. نبتا جنبا إلى جنب، ولا مست أوراق الأول أوراق الثاني، واشتبكا. هنا يا فتاتي. تتفتح أزهار لن يمد الذبول إليها يده، بل تبقى. . ويبقى أريجها متضوعا إلى الأبد.
والآن يا نينون، عندما نعود عند المروج الخضراء سنبحث عن أغصان المارجولين