تدفعه قدما نحو العرش. ولننظر الآن كيف انتهى ذلك الصراع بين تلك المعسكرات الثلاثة.
رق قلب الإمبراطور لابنه السجين (خسرو) فأطلق سراحه، ولما خافت (نور جاهان) مغبة ذلك أفسدت العلاقة بينه وبين أبيه الذي أمر بوضعه تحت يد قائده (مهابت خان) ليرى فيه رأيا، ولكن الأخير سلمه بدوره إلى أخيه الأمير (كرام) الذي أمر بقتله فوضع بذلك حدا لآلامه، ولتاريخه المحزن، وتخلص من مزاحم له على العرش.
ثم حدث أن استولى شاه الفرس (عباس) على قندهار، فأمر الإمبراطور ابنه البطل (كرام)(شاه جاهان) بالتوجه إليها واستردادها. ولكنه تردد بعد أن أبصر يد (نور جاهان) تقصيه عن طريق العرش وتمدها إلى (شهريار) الذي طلبت من الإمبراطور إسناد القيادة إليه، كما طلبت منه أن يأمر (شاه جاهان) بإعادة القوات التي تحت إمرته إلى العاصمة. وبعد ما حاول عبثا أن يصلح ما بينه وبين أبيه، وان يخلصه من نفوذ زوجته الذي يوشك أن يقوض أركان الإمبراطورية، ثار عليه وهاجم أكرا عام ١٦٢٣ م ولكن هزمته جيوش أبيه تحت إشراف (نور جاهان) وبمساعدة أنصارها من الضباط القدماء ففر جنوبا إلى الدكن. - وبعد محاولات عديدة فاشلة لاستثارة حكام الولايات ضد والده، وبعد عدة مغامرات تبادله فيها الحض والنحس، وبعد معارك شديدة مع جيوش الإمبراطورية التي كانت تطارده حيثما ذهب، هزم في معركة فاصلة على يد أخيه الأمير (بارفز)(ومهابت خان) واستسلم لهما بعد أن هجره كثير من ضباطه وإنحازوا إلى جانب قوات أبيه -، ونزل عن كل ما كان في قبضته من ضباطه وانحازوا إلى جانب قوات أبيه، ونزل عن كل ما كان في قبضته من أراض وقلاع وحصون، واضطر إلى كتابة خطاب لأبيه - يعتذر عما فرط منه، ويستعطفه، ويطلب منه الصفح والغفران. وتأكيدا لحسن نواياه أرسل ابنيه (دارا) و (اورانك زيب) - إلى دلهي رهينة، كما أرسل لوالده هدايا ثمينة تقدر بنحو مائة ألف روبية. فصفح عنه والده بناء على نصيحة (نور جاهان) التي أوجست خيفة من تحالف الأمير (بافز)(ومهابت خان) ثم اعتكف مع زوجه وأبن له يسمى (مراد) في بلدة ناسك الصغيرة، مرتقبا الفرص.
بعد ذلك وقفت (نور جاهان) وجها لوجه مع (مهابت خان) فاتهمته بالاختلاس واستغلال النفوذ ونشر الفساد وجرد صهره من ثروته، ووجها بالسؤال: من أين لك هذا؟ ثم صدر