درجة بحد أدنى قدره تسع درجات، بينما جعل للغة التايمز خمسون بحد أدنى قدره عشرون.
وبين يدي مجموعة وافية من امتحانات الثقافة العامة في مدى عشر سنوات، والى القارئ أسوق هذه الملاحظات عليها:
١ - خلو الامتحان في بعض السنين خلوا تاما من دروس القواعد، مما أدى إلى الاستهانة بها أثناء الدراسة باعتبار إن التلميذ - كما هو الواقع - لا يدرس إلا من أجل الامتحان فقط.
٢ - تحول الامتحان من اختبار المعلومات إلى اختبار في الأرقام، فقد جاء في أحد الامتحانات سؤال: ما ارتفاع برج إيفل؟ ومعنى ذلك أنه يجب حفظ رقم ثم التعبير عنه كتابة فهو امتحان لامتحان.
٣ - الإيحاء بالبلادة الذهنية: وذلك بابتداع (الأرتوجراف) وخصم درجة عن كل ثلاثة أخطاء، غي حين يخصص للإنشاء ١٥ درجة، ويحرص التلميذ عادة على حفظ نموذج له فينجح من غير تعب.
٤ - تجاهل حدود المنهج أحيانا ووضع أسئلة خارجة مقررة على السنوات الأعلى، وعدم مراعاة ذلك عند التصحيح.
٥ - عدم تنويع الأسئلة، والاكتفاء بجزء من المقرر، للخط في اجتيازه دور كبير، وكان الأولى أن يستوعب الامتحان معظم الدروس المعطاة.
وبالجملة فإن طريقة الامتحانات في اللغة الفرنسية على هذا الوجه تعمل على احتقار عملية الناشئ، وإهمال قواعد التربية، وتحويل الامتحان إلى (ورقة يانصيب)
ودعائم التربية ثلاث: المعلم والمتعلم والعلم. أما المعلم فهو الوسيط بين طرفين، وليس في الإمكان إهمال مهمته أو التغاضي من خطرها، فلنتساءل: ما مؤهلات مرسي هذه اللغة؟
الواقع إن مدرس الفرنسية في مصر لا يخلو أن يكون أحد ثلاثة: أجنبي - أو مصري متخصص عضو بعثة - أو غير متخصص أو غير مؤهل. وهذا الصنف الأخير هو الغالبية الساحقة، فإن الأجانب والمصريين الفنيين قلة لا تكفي، فاستعين بالجامعيين من دارسي الفلسفة غالبا، والكثرة كلها ممن لا يحملون مؤهلات دراسية، ولا سبق لهم