للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

التدريس، مما اضطر وزارة المعارف - إزاء نقص عدد المدرسين وكثرة عدد الفصول - إلى تعيين كتبة في المحاكم المختلطة، وصيادلة، وعمال شيكوريل وهانو وعمر أفندي، وكثيرا ما حدث صدام بين طالب ومدرس لمجرد الشعور بفارق الشخصية والطريقة.

ولست أخشى هذه الخطورة على اللغة الفرنسية بقدر خشيتي على الكرامة الفكرية للتلميذ وهو وديعة لدى الدولة، فلماذا نفرض تدريس لغة ليس عندنا من يحسن أداءها ولا من يكفي لأدائها؟ ولماذا تصر على تدريسها وزارة المعارف وفي مدارس الأقاليم فصل بحصتين اثنتين فلا تجد مدرسا فيحال تدريسهما على أحد مدرسي اللغة الإنجليزية بالمدرسة أو يندب لهما مدرس من أقصى المدينة؟

وقامت الوزارة باستفتاء أولياء أمور التلاميذ في اختيار الإنجليزية أو الفرنسية في بدء الثالثة الابتدائية. ولكن الوزارة لم تستجب للرغبات. وتعثرت بين سياستين متضاربتين بين الإلغاء والبقاء، فألغيت اللغة الفرنسية من الأولى الثانوية ثم من الثانية ثم أعيدت ثم ألغيت ثم تقررت على الثانية الثانوية والزراعية وخصص لها حصتان بعد أربع، وزيدت في الثالثة إلى خمس، وألغيت نهائيا بعد الثانية زراعة.

وقد أبيح في سنة ما دخول امتحان الدور الثاني ثم عدل عنه وأعتبر الراسب في الفرنسية ناجحا، ولم يعمل بذلك في الامتحانات الرسمية عند النزول بالمنهج إلى المستوى الأدنى، فكانت الضحايا بالمئات حيث أعيدت الدراسة بسبب الرسوب في الفرنسية فقط فاضطر الطالب إلى اجترار كل المواد التي نجح فيها وإذا بالمنهج الفرنسي الجديد كان قد نجح فيه منذ عامين.

وأدهى من ذلك إن بعض الفصول بمدارس البنات تشتمل على فقرتين في دراسة اللغة الفرنسية: أحدهما يدرسها أساسيا والآخر إضافيا. وقد يكون عدد طالبات الأساسية تلميذة واحدة تستنفد من وقت المدرسة سبع ساعات في الأسبوع لها وحدها، وقد ننتدب لهذه التلميذة معلمة فرنسية بماهية مضاعفة في حين تشكو من قلة المدرسين والمدرسات للكثرة المتزايدة من التلاميذ والتلميذات.

ونحن إذ نبني البيت (بالباع والذراع)، وندعي أن لبيت قائم في حين إن البناء الذي سيقيمه لم يوجد بعد، ولم نحظر المواد اللازمة له يوم يوجد، والسكان الذين سيشغلون البيت لم

<<  <  ج:
ص:  >  >>