أنفسهم فذللوا أمامه كل عسير، ثم هو يعتمد على رواية المعاصرين ممن أسهموا في النهضة الليبية بأوفر سهم، وصدق الشاعر (فما راء كمن سمعا). والكتاب من منشورات دار الفكر العربي، تلك الدار التي لا تفتأ تزود المكتبة العربية بالمؤلفات القيمة، وترمي دواما إلى هدف رفيع، وغاية نبيلة، خدمة للقضايا العربية والإسلامية متخير لذلك العقول الكبيرة والأقلام الرفيعة، فصدر الكتاب في ٤٢٤صفحة من القطع الكبير والطبع الأنيق وثمنه خمسون قرشا.
وإنه ليحق لكل درس قومي أن يفخر باقتناء هذا السفر، وإلى مثل هذا الجهاد التأليفي ندعو الباحثين في قومياتنا ونهضاتنا آملين الظفر - في آخر الأمر - بمؤلفات عريقة، ودراسات دقيقة كهذا الكتاب
محمد محمود زيتون
توجيهات نبوية
تأليف الأستاذ عبد المتعال الصعيدي
للسيدة وداد سكاكيني
كانت هذه التوجيهات آخر ما نشر الأستاذ الجليل عبد المتعال الصعيدي من علماء الأزهر المجددين وقد ضمنها أربعين حديثا محمديا صحيحة السند موثوقة المتن والنقل، اختارها المؤلف ملائمة لروح العصر وتوجيه أهله في الدين والعلم والاجتماع. ولعلنا أحوج ما نكون في محنة الأيام إلى هذا التوجيه المحمدي الذي دعا إليه الرسول أو قام به ليكون قدوة تحتذي وسنة تتبع، ففي كل عصر من العصور غمرة فساد وموجة طغيان ينهض لصد شرها ودرء عواقبها أهل الصلاح والإصلاح ممن آتاهم الله علما وفضلا.
وهل كان شيء أجدى على الإنسانية الحيرى وأهدى في ردها إلى سواء السبيل من أحاديث الرسول وتوجيهاته التي كان يبصر بها الناس ويقيهم الانحراف والعثار، وقد جعلها لهم دستورا رافدا لتعاليم القرآن ونيرا للأمم في حياتها الاجتماعية ولقد قسم المؤلف هذه الأحاديث الأربعين إلى فصول صغار شرح فيها الكلمات شرحا لغويا وإعرابيا، ثم بسط الغاية منها بسطا وافيا، فكأنه يلقيها من على منبره في كلية الأزهر التي أسندت إليه