عثمان. . .) ولا أسألك من أين علمت أنه كان حسن السيرة على عهد عمر؟ ولكني أسألك: ألست تعلم أنه قد نشب الخلاف بينه وبين علي؟ فتقول: نعم، ولا بد. ثم أسألك: ألست تعلم أنه كان لهذا شيعة ولذاك شيعة؟ فنقول: نعم، ولابد. فأسألك: ألست تعلم أن كل شيعة قد غلت في صاحبها وتعصبت له؟ فتقول نعم ولا بد. فأسألك: ألست تعلم أن الخلاف بين الشيعتين ظل مستعراً مدة بقاء معاوية ومن بعده؟ فتقول: نعم ولا بد. فأسألك ألست تعلم أن الحسين بن علي قتل في عهد يزيد بن معاوية؟ فتقول نعم ولا بد فأسألك ألست تعلم أن مقتل الحسين وما تبعه من الحوادث في عهد يزيد بن معاوية قد أوقد نار العداوة بين شيعة علي وشيعة معاوية؟ فتقول. نعم ولا بد. فأسألك: ألست تعلم أن شيعة كل منهما قد انتشرت في الناس بما بينهما من العداوة؟ فتقول: نعم ولا بد. فأسألك: ألست تعلم أن كل عالم أو جاهل كان يحدث عن خبر شيعته وخبر شيعة عدوه؟ فتقول: نعم ولا بد. فأسألك ألست تعلم أن هذه الأخبار ربما كان فيها الصحيح والسقيم والصادق والمكذوب كما يكون في كل شيعتين متنابزتين؟ فتقول: نعم ولا بد. فأسألك: ألست تعلم أن الأمر سار على ذلك إلى ما بعد انقضاه دولة بني أمية فتقول: نعم ولا بد. فأسألك: ألست تعلم أنها استمرت أذن على ذلك منذ سنة ٤٠ من الهجرة إلى وقت تدوين الكتب، أي في أواخر القرن الأول؟ فتقول: نعم ولا بد. فأسألك: ألست تعلم أنه في أيدي الناس كتاب مكتوب قبل ذلك العهد؟ فتقول: نعم ولا بد. فأسألك ألست تعلم أن طريق القوم كان هو الرواية فحسب؟ فتقول: نعم ولا بد. فأسألك: ألست تعلم عندئذ أن العقل يوجب أن تعرف راوي كل خبر حتى تتبين من أي الشيعتين هو؟ فتقول: نعم ولا بد. فأسألك: ألست تعلم أنه ظلم قبيح أن تأخذ الخبر لا تدري من رواه، فتطعن به في أحد الرجلين، معاوية أو علي وأنت لا تأمن أن يكون كذبا صرفا؟ فتقول: نعم ولا بد.
فإذا صح كل هذا عندك ولم تشغب علي فيه، فإني أراك رجلا صالحا، فهل تظن، ولا أقول هل تحقق عندك، أن هذا الطعان في معاوية وأهله، قد ميز هذا كله قبل أن يكتب ما كتب؟ فإن كان قد صح لك، فأنا أحب أن أعلم كيف صح لك، حتى أتبعك على الحق. وإن لم يكن صح عندك، وهو لم يصح عندي بعد، فدعني عند قولي لك: أنا أنكر هذا كله وينكره المؤمنون من قبلي، واذكرني دائما بأني لا أعد أمثال هذه الروايات المجردة من رواتها،