مصر واليونان وروما، كما ذهبت محملة بالبخور والبهارات. فقد كانت هذه البلدان تتبوأ المكان الأسمى بين بلدان سواحل البحر الأبيض المتوسط.
لقد أقلق تدفق الأموال من الإمبراطورية الرومانية رجال الاقتصاد فيها، فجأروا بالشكوى من أن (العربية السعيدة) لسوء الحظ، هي السبب في ارتفاع أسعار الذهب. وفي تدهور قيمة العملة المتداولة. وكانت قصص المدن الخرافية والأضرحة المليئة بالذهب في (العربية السعيدة) تدور على الألسنة. ولكن أحداً لم يجد في نفسه الجرأة الكافية على إثارة العرب وإغضابهم.
وقد حاول الإمبراطور أغسطس قيصر أن يتحقق من صدق القصص التي كانت تروي عن رعاة الإبل من العرب، فبعثإبليوس غالوس أحد قواده إلى (العربية السعيدة) فسار حتى مأرب، ولكن ضريبة الحر، والمرض، ومعارك الصحراء، كلفته جيشا تعداده ٠٠٠ , ١٠ جندي، لم ينج من الهلاك منهم إلا قليلون.
كانت مأرب عاصمة سبأ أو شبأ، كما تسميها التوراة. وكانت سبأ إحدى ممالك البهار الأربع، أما الثلاث الأخرى فهي معين، وحضر موت، وقطبان. وكان هدف بعثتنا جغرافيا، هو الوصول إلى وادي بيحان، قلب القطبان وعاصمتها تمنا.
كانت سبأ ومعين تحتلان بقعة من الأرض هي الآن اليمن، وجزء من البلاد السعودية، والجزء الغربي من عدن
- وبوجه التقريب، وادي حضر موت العظيم. وعلينا للوصول إلى بحيان الذي يقع أشد جبال الزاوية الجنوبية الغربية من جزيرة العرب وعورة، أن نجتاز الجزء الشروق والغربي من وادي حضر موت - وسرعان ما عرفنا لماذا يسميه سفر التكوين في التوراة (بدار الموت.).
كنا نستمع، من حين إلى حين، إلى قصص الفتك بين العرب بينما كانت سياراتنا تقعقع فوق ما يسمى تجوزا بالطريق، وسط الحرارة المتقدة. لا أدري ما الذي حدا بي حدا بي إلى مغادرة أرصفة نيويورك، والمجيء إلى هذه الدنيا.
لقد جمعت في نيويورك. أمام مكاتب رجال الأعمال الضخمة، والمجالس المالية، القسم الأكبر من نفقات البعثة. وعن طريق التليفون والمراسلة جمعت رجالي وأرسلتهم بالباخرة