في بيحان، واستأجرنا ٢٠٠ عربي للقيام بأعمال الحفر وإزالة الرمال. وهنا وبينما كانت القطبان تترقب من يزيح عنها الستار، جاءني شارلس ماكلوم، رئيس مواصلاتنا يلقي إلي بالحقيقة المرة:
- لقد بحثت في كل مكان، ياوندل، فلم أجد شيئاً. فصرخت وقد أخذ الدم يتجمد في عروقي: لم تجد ماذا؟ فأجاب: لم أجد سخاخين. لم أجد فؤوساً لم أجد مقاطف.
ولكننا استطعنا الحصول على حاجاتنا من ذلك من مدينة عدن ومن القرى العربية المختلفة. وكان الحصول على المقاطف
أعرض ما واجهنا من المشاكل. فقد تحتم عملها.
وكان الحصول على بقية ما نحتاج إليه من المال أصعب من الحصول على حاجتنا من الأجهزة. لقد كانت سفينتنا في عرض البحر وعلى ظهرها جميع أفراد البعثة حينما خف إلى نجدتي والاس رشارد، رئيس أحد المتاحف في فبفضل جهوده وافق المتحف على منحنا معونة مالية، وعلى القيام بعرض مكتشفاتنا من الآثار العربية. وكذلك فإن رونالد هاريمان، وألن وسارة سكيف، وهـ. ج. هاينز الثاني، ولجنة الوصاية على وقف ا. و. ويلون الخيري والثقافي، وكثير غيرهم، قد منحونا مساعدات مالية جزيلة.
وأخيراً تسنى لي السفر جوا إلى عدن أنا وجلادس ترى مديرة أعمالنا. ولما وصلنا إلى لندن في طريقنا إلى عدن زارنا مندوبو الصحف، فانتزعت جلادس، الشقراء الفاتنة، الإعجاب. فقد نشرت لها الدبلي ميل صورة كبيرة، كتبت تحتها:(أربعة عشر رجلا وفتاة واحدة يبحثون عن ملكة سبأ) ثم استطردت تقول: (فتاة أمريكية في هيئة عارضات الأزياء (المانيكان)، وعزيمة المصارعين، تطير إلى دنيا سبأ الضائعة) ثم أردفت تنقل قولي:(لا يدري أحد ما الذي سنعثر عليه، فإننا لا نتوقع أن نكتشف بقايا ملكية سبأ وهي جالسة في حمامها ممسكة بيد الملك سليمان، لكننا نأمل أن نجد بقايا جثمانها)
لم يكن لدينا ما يدفعنا على الشك، كما يشك الكثيرون، في حقيقة وجودها. يل يجب أن يثبت البحث الأثري وجودها عاجلا، ونأمل أن يكون من البادئين بذلك. فلقد سبق لعلم الآثار أن أثبت أن الملك سليمان تولى الحكم من سنة ٩٦١ إلى سنة ٩٢٢ قبل الميلاد.
ما أكثر ما حيك من الخرافات والأوهام حول هذه الملكة التي جاء ذكرها في سفر الملوك