سبقت العالمين إلى المعالي ... بصائب فكرة وعلو همه
فلاح بحكمتي نور الهدى في ... ليال في الضلالة مدلهمه
يريد الجاحدون ليطفئوها ... ويأبى الله إلا أن يتمه
نكتفي بهذا القدر الآن من شعره العربي وننقل إلى رباعياته نفسها لنضع أمامك بعضاً منها تمثل الخيام أصدق تمثيل كما نعتقد في تفكيره وآرائه، وتعبر أدق تعبير عن نظراته التي كان ينظر بها إلى الحياة.
فها هو ذا الآن يتحسر على فوات الشباب وذهاب ربيع العمر في رباعيته هي الدرة اللامعة والجوهرة الثمينة في تاج الرباعيات الخيامية:
أفسوس كه نامه: جواني طي شد ... وبن تازة بهار شادماني طي شد
أن مرغ طرب كه نام أو بود شباب ... فرياد ندانم كه كي أمد كي شد
الترجمة للمازني عن الإنكليزية:
طوت يد الأقدار سفر الشباب ... وصوحت تلك الغصون الرطاب
وقد شدا طير الصبا وأختفي ... متى أتى؟ يا لهفي! أين غاب؟
وهنا نراه يطالب الباري وتعالى بحقه في دخول الجنة:
من بنده عاصم رضاي تو كجاست ... قاريك دلم نور صفاي تو كجاست
مارا توبهشت أكرا بطاءت بخشي ... آن بيع بود لطف عطاي تو كجاست
الترجمة للزهاوي عن الفارسية:
أنا عاص فأين منك الرضاء ... أنا داج فأين منك الضياء
إنما وقفك الجنان على الطاعة ... بيع فأين منك العطاء
وهنا يقف حائراً مشدوهاً أمام لغز الحياة وأسرارها السرمدية:
قومي متفكر ند در مذهب دين ... جمعي متحيرند درشك يقين
ناكآه منادى درآيد زكمين ... كي بيخبرمه داه نه آنت نه أين
الترجمة للزهاوي:
فئة في اليقين والشك هاموا ... وفريق بالدين راموا لواذاً
وإذا صائح يقول مشيراً ... ليس ذاكم هو الطريق ولاذا