وفي عام ١٩٢٥ نشر هارديال أحد كبار الصحافيين مقالا جاء فيه:(إنني أعلن أن مستقبل الجنس الهندوكي في الهندستان والبنجاب (إسلامية) يجب أن يقوم على أربعة أسس: الوحدة الهندوكية، الحكم الهندوكي، تمجيس المسلمين ثم احتلال الأفغان ومناطق الحدود الجبلية، وإلا كان مستقبل الأمة الهندوكية كلها في خطر)
وهكذا وضح للعيان أنه لا يمكن أن تقوم في الهند دولة موحدة، والواقع أن الخلاف بين المسلمين والهندوكيين كان كبير جدا: إن المسلمين يعبدون الله ولا يشركون به، وقد احل لهم أن يأكلوا من طيبات ما رزقهم وأن ينحروا البقر، والبقرة حيوان مقدس لدى الهندوس بل هي إحدى معبوداتهم
من أجل هذا كنا نتوقع دائما عند قدوم عيد الأضحى أن نسمع عن مذابح الهند، فقد كان المسلمين ينحرون البقر وسرعان ما تقوم المعارك بينهم وبين الهندوس ويسقط فيها آلاف القتلى
ورب قائل يقول: لماذا عمد الهندوس إلى اقتراف تلك الجرائم في عهد الاستعمار؟ وأنا أذكره بأن المسلمين كانوا سادة الهند وحكامها قبل هذا العصر، فمن الطبيعي أن تكفل لهم سيادتهم وأمنهم وسلامتهم. أما وقد زال سلطانهم على يد الإنجليز وبدأت الهند تتحرر، فقد أخذ الهندوكيون بتحريض إنجلترا يرتكبون تلك الفظائع ويعملون على (تمجيس المسلمين) أو إهلاكهم
وقد أدى كل ذلك إلى اعتقاد مسلمي الهند بأنه لا نجاة لهم إلا إذ قامت لهم دولة مستقلة، وقد تزعم هذه الحركة المباركة القائد المخلص محمد علي جناح
وقد كان أول مؤتمر رسمي اشترك فيه المسلمون بصفتهم الرسمية هو مؤتمر المائدة المستديرة الذي انعقد في لندن ١٩٣٢
وفي ١٩٣٧ أعلن البانديت جواهر لال نهرو - رئيس وزراء الهند الحالي - أن هناك من الهند حزبين: الحكومة الإنجليزية وحزب المؤتمر. حينئذ اضطر محمد علي جناح أن يقول: بل إن ثمة حزبا ثالثا هو الأمة الإسلامية
وفي هذا الوقت كان قيام دولة إسلامية مستقلة طيفا يداعب خيال المسلمين، ولكن الله جلت