إلى أنه توفى بالغاً من العمر ستة وثلاثين سنة مستدلا على ذلك من بعض أشعاره
لقد كان هذا الشاعر من عظماء المتصوفين في وقته، وأشتهر كزعيم ديني كبير ومرشد وولي كامل، فكانت الجماعات الغفيرة تلتف حوله يأملون منه اللطف وينالون الدعاء. . وكان لأدبه أثر عميق في النفوس. وعرف ديوانه الشعري بين الناس بديوان الحكمة لأنه كان يتضمن من الحكم البالغة والمواعظ الحسنة والأمثال
الخوجه دهاتي
وقد عرفه إلى عالم الأدب لأول مرة الأستاذ فؤاد كوبريلي، إذ كان هذا الشاعر غير معروف في الأوساط الأدبية حتى تمكن الأستاذ كوبريلي من العثور على بعض الوثائق التاريخية في جوانح المكتبات. وتمكن بعد ذلك من التعمق في البحث حتى حصل على كثير من المعلومات حوله، فنشرها في بعض المجلات التركية ويتضح من تلك الدراسات أنه كان خراساني المولد وأناضولي النشأة، حيث أدرك عصر الأمير علاء الدين كيقباد، وعاشر هذا الأمير مدة من الزمن، مدحه في بعض قصائده. وهو يعد أول شاعر تركي جمع ديواناً مرتباً على الحروف الهجائية، إذ لا نعرف شاعراً تركياً آخر سبقه في هذا الخصوص
جلال الدين الرومي:
ولد في ٣٠أيلول١٢٠٧ م (٦٠٤ هـ) في مدينة (بلخ) وتوفى
سنة ٦٧٢ هـ في ولاية (قونية) التركية. وكان والده (بهاء
الدين ولد) الملقب بسلطان العلماء؛ من خيرة رجال العلم
والأدب، وزعيم الطائفة المنورة في زمانه. رحل هذا العالم
ومعه أبنه جلال الدين إلى الديار الحجازية. . ومن ثم رجع
إلى مدينة (قونية) حيث أستقر فيها. ولقي أثناء إقامته هناك