للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الحيوانات الأخرى مما يحمل على الظن بأن هذا الفيروس نفسه سيكتشف يوما في سرطان الإنسان. وللعلماء في هذه القضية رأيان: إما أن الفيروس نظرية وهمية، وإما أنه لشدة صغره لم يهتد إليه حتى الآن في الأورام السرطانية. والحقيقة أن الفيروس متناه في الصغر حتى لا يدركه التصور، فلو صففنا ١٧ مليونا من هذا الميكروب لما جاوز طول الخط السنتمترين ونصف السنتمتر. والأمل معقود على الميكروسكوب الإلكتروني الذي يكبر الشيء مئات الألوف من المرات أن يرينا الفيروس، على فرض وجوده، داخل الخلية المريضة، وفي أثناء المؤتمر الأخير عرض عدة من الأطباء الاختصاصين بالسرطان صور هيئات ميكروسكوبية شبيهة بالفيروس، ولكنها لم تثبت نهائياً

وبحثت في المؤتمر مسألة الغذاء، فقال الدكتور البرتاننبوم من شيكاغو: لو أن عدد السمان في العالم أقل مما هو لكان السرطان أخف وطأة. وتؤيد قوله إحصاءات شركات التأمين التي تدل على أن السمان هم أكثر تعرضا للسرطان من سواهم، ولكن هذا لا يعني أن كل سمين مقدر له أن يكون فريسة للسرطان، بل ينبهنا إلى المحافظة على وزننا العادي. إن لغذائنا علاقة كبيرة بوزننا، فنحن نأكل كثيرا ونتغذى قليلا، أي أننا نستهلك كثيرا من الأصناف التي لا تتفق قيمتها الغذائية وكميتها. أما المواد الغذائية الصالحة فيجب أن تكون مؤلفة على الأكثر من البروتين الذي يوجد في اللحم والبيض واللبن والسمك والجبن والخضار. وعلى الأقل من النشويات كالبطاطس والحبوب والدهن ما إليها. وإذا كان العلماء لم يتمكنون حتى اليوم من نسبة السرطان إلى أسباب معينة فالبحوث الكيمائية في خلال الخمس والعشرين سنة الأخيرة استطاعت أن تنسب إلى عدد من المواد الغذائية بعض أسباب الداء

ومتى وجد لداء واحد علاجات عديدة فليس لأحد منا نفع أكيد. وهذا ما يقال في السرطان الذي يحارب بعدة من الأسلحة. لقد عدد الدكتور وكولم من كولمبيا بين العلاجات التي أستعملها الإنسان منذ القدم: حساء السراطين السهول، اللزوق، الفضة، الذهب، الزئبق، النحاس، الكبريت، الزرنيخ، البرد، ورق البنفسج، الكهرباء، الضفادع السامة، سم الحيات. وفي يومنا لا يقل عدد العلاجات التي تستعمل عن تلك ولكن ليس بينها واحد يمكننا أن نعزو إليه الأفضلية وبين العلاجات التي تعتمد اليوم نذكر بعض العناصر المشعة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>