والهرمونات أي خلاص إفرازات الغدد الصماء، مركبات مختلفة من الحامض الفوليك، وكلوريدات الميتيلامين، وكلها لا تضمن الشفاء فهي قد تلجم الداء مدة لكنها لا توقفه نهائيا. وهذا شأن (الخردل الآزوتي) الذي أكتشفه الفرنسيون قبل الحرب ثم أتخذ منه الألمان والأمريكان مركبا في خلالها
كان الأمريكان قبل الحرب الأخيرة ينظرون نظرة الواجف إلى بحوث الألمان في الغازات السامة لا سيما في نوع جديد منها يدعى (أبيريت) فعمدوا إلى درس عناصرها على أمل أن يكتشفوا، على الأقل، معاكسا لها يقيهم شرها. وقد استدرجتهم دروسهم إلى اكتشاف (الخردل النيتروجيني) وهو مادة ذات شأن كبير في مكافحة السرطان، غير أنه وأن يكن في رأس الأدوية التي تعتمد اليوم في معالجة السرطان فليس هو الدواء المنشود
أما الذي أجمع عليه علماء السرطان فهو أنه لا يوجد حتى الآن لمعالجة هذا الداء في أول أمره معالجة فعالة سوى طريقتين: مبضع الجراح، وأشعة الراديوم أو أشعة أكس (أو الاثنين معا) والحقيقة الراهنة أنهم يتمكنون اليوم بكل سهولة من قطع دابر السرطان ولكن في بدايته، وإن لم يكن في قدرة العلم اليوم أن يكتشف الدواء الذي يقضي على هذه الآفة، ففي مكنته أن يكتشف طريقة تشخيصها قبل استفحالها. وقد أدرك العلماء أن مشكلة السرطان لا تتوقف على إيجاد الدواء الناجح، بل على التشخيص الراهن، والتشخيص يؤلف أيضا مشكلة أخرى لأن السرطان هو أحد تلك الأمراض التي تكمن طويلا الجسم، ولا تظهر أعراضها إلا بعد استفحالها، فضلا عن أن أعراض السرطان تلتبس أحيانا كثيرة بأعراض غيره من الأمراض، غير أن الدلائل التي يمكننا أن نعزوها إلى عوارض سرطانية هي:
١ - كل مرض يطول شفاؤه وخصوصا في اللسان
٢ - كل ورم لا يؤلم أو يزداد حجمه خصوصا في الصدر أو في الشفتين أو في اللسان
٣ - كل نزيف دموي غير عادي من منافذ الجسم
٤ - كل ثؤلول أو شامة يتغير لونها أو يزداد حجمها
٥ - كل عسر هضم مستديم
٦ - كل بحة مستديمة، أو سعال لا يعرف سببه، أو صعوبة في البلع