حينئذ قرب الراعي رأسه إلى عنق الشيطان، فرأت العجوز في الراعي شابا قويا، له رداء فاخر، فوجدته خيرا من الشيطان، فأسرعت وتركت عنق الشيطان وطوقت عنق الراعي الشاب بقوة شديدة!
فلم يصدق الشيطان ذلك، لم يصدق أنه أصبح حراً، وأنه تخلص من تلك العجوز إلا بعد مرور وقت طويل. .! فشكر للراعي صنيعه، وتناول عصاه وأنشأ يقود القطيع تاركا إياه مع حمله. . خلفه
وبعد قليل رأى الشيطان صديقه الراعي يلحق به راكضا. . وحده! دون أن يرى للعجوز أثراً على ظهره. . ففرك الشيطان عينيه وأعاد النظر! فلم يصدق ما يرى. .! حتى أقترب الراعي وقال:
- لا تدهش فقد تخلصت منها ببساطة. قصدت بحيرة قريبة فنزعت ردائي وكانت العجوز متعلقة بطوقه، فألقيته في أعمق مكان من البحيرة. ولم يلبث الرداء أن طفا على سطح البحيرة تاركاً العجوز تحت الماء. . فأخذته وأسرعت إليك، إذ يجب أن أسرع في إعادة القطيع إلى الحظيرة
أجاب الشيطان مسرورا - إني عاجز عن شكرك، وأرى من الواجب علي أن أرد لك مثل هذا الجميل الذي قدمته لي. . سأتوجه إلى مدينة (براغ) فأحل في جسد ابنة الملك وسيحاول الملك طردي، مستعينا بكافة الوسائل، لكنني لن اترك الفتاة. فسيضطر إلى جعل مكافأة كبيرة لمن يخلص ابنته الوحيدة مني، وما عليك عندئذ إلا أن تأتى أنت، فتهمس في أذن الفتاة قائلا لي (أنا صاحبك الراعي) فأخرج بسرعة فتشقى الفتاة، وبذلك تنال أنت جزاء إحسانك إلي
وما أن أنتهى الشيطان من كلامه حتى واجه الريح، ناشرا ذراعيه، ثم أنطلق طائراً في الجو، وتوارى بعد لحظات
فقطع الراعي مسافات كبيرة متوجها إلى (براغ) حتى وصلها بعد أيام. فوجد السكان محتشدين في كل ركن من الشوارع يتهامسون ويتناقشون! في تلك المصيبة التي حلت بالأميرة ابنة الملك. وبعد قليل توسط الساحة العامة المنادي الرسمي وتلا البيان التالي