للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الصادر من الملك:

(بما أن ابنتنا الأميرة المحبوبة مريضة، قد دخلها شيطان خبيث، فنحن نتألم لأجلها أشد الألم. ونتوقع أن يأتي من يخلصها من ذلك الشيطان. فليسمع جميع أفراد الرعية ويكن معلوما أن من يستطيع ذلك سيتزوج الأميرة في الحال، وسيكون وزيري الأول في إدارة المملكة)

فمضى الراعي ودخل القصر الملكي، فرأى هناك رجلين يضربان بالسياط، جزاء لهما على فشلهما في طرد الشيطان! فأدخل الراعي على الملك. فنظر إليه هذا كأنه يرتاب في صدق زعمه، بيد أنه أدخله حجرة أبنته، إذ كان مستعدا لتجربة كل علاج واتباع كل طريقة. فوجد الراعي الأميرة شاحبة الوجه، مستلقية في فراشها ناظرة إلى الأعلى بعيون شاردة كأنها لا ترى شيئا! فاستدار إلى الملك وطلب إليه أن يترك وحده، فأجيب إلى طلبه وعندما اختلى الراعي بالأميرة تقدم وهمس في أذنيها بما لقنه الشيطان، فأجابه الشيطان (وداعا، أنا راحل، ولكن أعلم أنها المرة الأولى والأخيرة التي أطيع فيها أمرك) وهنا لمع بريق خاطف صاحبه دوي عنيف، أحدثهما انطلاق الشيطان ومروقه من النافذة

فأصبح الراعي زوج الأميرة، كما أصبح الوزير الأول في المملكة، فقضى أياما مريحة هانئا

بعد أن غادر الشيطان جسد الأميرة حن ثانية إلى. . . أميرة أخرى. كأنه وجد لذة في أجساد الأميرات! فقد جاء إلى مدينة (براغ) رسول من المملكة المجاورة يلتمس من الوزير (الراعي) أن يتفضل لإشفاء ابنه الملك التي سقطت طريحة الفراش بعد أن داخلها الشيطان! فتذكر الوزير الراعي ما قال له الشيطان فاعتذر عن إجابة الملك المجاور، فأرسل هذا وفود كثيرة، وألح في الطلب، بيد أن الوزير كان يقول: إنه غير قادر على ذلك (حتى لم يطلق الملك الجار صبرا فأرسل يهدد الوزير بالحرب إذا هو رفض معالجة ابنته فلم يسع الوزير الراعي إلا أن ينزل عن رأيه، فودع زوجته وركب فرسه قاصدا المملكة المجاورة

وعندما أدخل على ابنة الملك سمع صوت الشيطان يصيح به من خلال جسد الفتاة (ماذا تريد؟ إني لن أطيعك هذه المرة أنسيت قولي، أنك فاشل، فأنا سأبقى هنا ولن أفارق الفتاة،

<<  <  ج:
ص:  >  >>