الإسلامية والعناصر الواعية فيها بصفة خاصة، فلا تترك للحكومات، كما تركت جامعة الدول العربية للأهواء!
انه لا خطر على حركة البعث الإسلامية أن يستغلها الاستعمار - كما حدث أحياناً لجامعة الدول العربية - لأن طبيعة الجامعة الإسلامية غير طبيعة الجامعة العربية.
إن الجامعة العربية حركة قومية عنصرية بعيدة عن الروح والضمير، حركة الجامعة الإسلامية حركة عقيدة وبعث روحي شامل. . فإذا جاز لعملاء الاستعمار أن يوجهوا الجامعة العربية أو يعرقلوها، فإن الجامعة الإسلامية سوف تستعصي على التوجيه.
إن حركة التكتل الإسلامي لن تتم لأن بضعة حكام من كل دولة سيجتمعون ويتآمرون! بل إنها ستتم لأن حركة وعي إسلامي ستعمر القلوب والإسلامية فهي بطبيعتها تأبى أن تسخر لأعدائها. إن الإسلام عقيدة استعلاء، فمن المحال أن تخضعأو تذل. إنها تقبل الخضوع يوم تكون هامدة خامدة، فأما حين تستيقظ فلا.
وإذن فلا خوف من استغلال هذه اليقظة لحساب الاستعمار والاستعمار يدرك هذا، ويثير الغبار حول الحركة الإسلامية، لأن تبلورها وبروزها هو النذير الأكبر تقلص ظله البغيض.
هذه الحقائق يجب أن تعرفها الشعوب الإسلامية، وأن تنفض عنها الغبار الذي يثيره أعداؤنا من الجانبين، ويسخرون له أقلاماً وصحفاً وألسنة، تعيش في صميم الوطن الإسلامي!.
وبعض الذين تخب الاستعمار الغربي أفئدتهم، فأفئدتهم هواء، يرتجفون من الذعر أن تثير الدعوة الإسلامية ثائرة العالم الغربي والعالم الهندي!. . كأن هذا العالم أو ذاك قد سالم المسلمين في يوم من الأيام، أو انه يسالمهم الآن!.
إن فظائع وشناعات ترتكب كل يوم ضد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. والأقليات الإسلامية في بعض البلاد تباد إبادة منظمة، وتضطهد بنفس الأساليب التي اتبعتها محاكم التفتيش الإسبانية أو أشد. .
وعلى ذكر الأسبان ها نحن أولاء نراهم يقومون بدور السمسار للكتلة الغربية في العالم الإسلامية وترى بعض رجالاتنا مع الأسف الشديد يقومون لهم بدو السمسار كذلك!.