للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لي أن أسميه - وقد قدر لذلك الطور أن يقبل في يسر من الرأي الشعبي العام، بغض النظر عما اعتراضه من صعاب. . نتيجة للجهل الشعبي الذي يكافحه ذلك الطور، ونتيجة للاستبداد الفردي الذي ما تزال بقاياه.

ولقد بدأ هذا الطور منذ ربع قرن، كما أسلفنا الإشارة، نتيجة للحاجة الشعبية، والجو المعد الملائم، الذي سبقته الإرهاصات والنذر، فقدر لداعية الشهيد (حسن البنا) أن يكون أول من يرتاد ذلك الطور، فتتكون على يديه هيئة إسلامية عالمية، كل أهدافها تنحصر في التكوين التربوي الاجتماعي، على المنهج الإسلامي الفردي للعقيدة والسلوك، قبل الدخول في دور (التكتل العام) الموحد، وأرى من التباشير ما يبني بالنقاء طوري (التكتل والتكوين) في ذلك الدور المنتظر. . في المستقبل القريب.

ومن طبيعة الدعوات الناجحة أن تنمو وتتسع، وتتعد جوانبها، حتى تشمل سائر مرافق الحياة. سواء منها الاجتماعي والسياسي والفكري. . . وقد كانت دعوة (الأخوان المسلمون) دعوة اجتماعية، تمثل الحاجة الاجتماعية للشعوب الإسلامية، وإلا لما قدر لها ذلك الصمود وهذا الانتشار. وكان لا بد لتلك الدعوة من الاتساع والامتداد، لتشمل كل ما يتصل بحياة الإنسان؛ وليس معنى استغراق الدعوة الاجتماعية، لكل من الميدان الفكري والسياسي، على تفرد معناها الخاص، بل إن أي ميدان تتناوله منهما لا بد وأن يكون إلى جوار معناه الخاص وصفة أخرى. هي الصفة الاجتماعية.

فالدعوة الاجتماعية إذن. . تزاوج بين طبيعتها وطبيعة الميدان الذي تعمل فيه. والحاجة الشعبية إذن. . كما احتاجت إلى الهيئات الاجتماعية في الميدان الشعبي الاجتماعي، فهي أيضاً تحتاج إلى الأفراد الأفذاذ، في الميدان الفكري، وفي الميدان السياسي. . وهي كلها دون شك حاجات عامة تحتاجها الفكرة الإسلامية وشعوبها. وفرق كبير بين الحاجات العامة التي تحتاجها الفكرة والشعوب، وبين الحاجة الخاصة التي تحتاجها الهيئات الاجتماعية لتسد الحاجة الشعبية في الميدان الاجتماعي.

والجانب الذي سنعرض له، هو الجانب الفكري من الميدان الاجتماعي، وهو بلا شك، يشمل حقلين اجتماعيين في الفكرة الإسلامية، هما: حقل (العقيدة) وحقل (النظام) (السلوك والتشريع). وفي هذا الجانب بحقليه، كتب الأستاذ محمد الغزالي كتبه، كواحد من الدعاة في

<<  <  ج:
ص:  >  >>