ثم هل كان نابليون فرنسياً؟ لقد كان يشعر أنه فرنسي؛ ولم يكن في قوله:(إني أريد أن أثوي على ضفاف السين إلى جانب أولئك الفرنسيين الذين شد ما أحببتهم) ما يدل على شعوره بأنه أجنبي؛ وإنما كان شعوره أنه (روماني). وقد جاء هذا الروماني في أواخر القرن الثامن عشر، والعالم من حوله أطلال ممزقة، فأراد أن يوحي نوعاً من (العالم الروماني) الذي يعتقد أنه ما زال حياً يمكن إنقاذه.
أكاديمية الأدب الفكاهي
لعل من الشائق أن يعرف القراء أنه توجد في باريس جمعية أدبية تسمى (أكاديمية الأدب الفكاهي) وأن هذه الجمعية تتزعم حركة الكتابة الفكاهية، وتمنح الكتاب الفكهين جوائز أدبية، وتشجع بذلك على إنشاء الأدب الفكاهي ونهضته، وقد وضعت هذه الجمعية أخيراً مكافأة قدرها خمسمائة فرنك (سبعة جنيهات) لمن يضع أحسن قصة فكاهية لا تزيد على ثلاثمائة سطر، ولا تقل على ثلاثمائة سطر، ولا تقل عن مائتين وخمسين، (وستعنى الجمعية بنشرها في صفيحة باريسية كبرى)، وتشمل هذه الجمعية أيضاً برعايتها أصحاب الفن الفكاهي مصوري الصور الهزلية (الكاريكاتير)، ومن إليهم الفنانين.
الشفاليير ديون
ظهر أخيراً كتاب الكاتب الفرنسي جان جاك بروسون عنوانه (الشفاليير ديون) , ويتناول هذا الكتاب موضوعاً مدهشاً لا زال لغزاً من ألغاز التاريخ والمجتمع، هو شخصية لم يتفق المؤرخون على جنسها؛ هل كان الشفالييه ديون رجلاً أم امرأة؟ ويجب أن تعرف أن هذا الشخص المشكل قد عاش في عصر لويس الخامس عشر، وكان يتبوأ مركزاً هاماً في البلاط وفي سياسة الدولة
وقد عرف الشفالييه ديون أولا بأنه رجل، وتولى بهذه الصفة بعض المناصب، ولكنه كان فتى ناعماً خلاباً يضارع في الحسن ورقة المحيا والتقاطيع أجمل فتاة، وكان إذا مثل في الحفلات الراقصة يرتدي دائماً ثياباً نسوية فيبدو كأنه امرأة فاتنة؛ وكان في أحيان كثيرة يرتدي هذه الثياب ويؤثر الظهور بها؛ وكان يتسلل بهذا الزي إلى أعمق المجتمعات