أنا أشقى بالحب من حيث ما ينعم قلب وكم ألذ وأمتع
والهوى نعمة الزمان، ونعمى الخلد أسمي من الحياة ولمرفع
الجمال الذي استفاد به الله وجودا صعب المقادة أروع
وإلى هذا نودع التيجاني شاعر الشباب لنقدم لكم شاعراً آخر وهو معروف لدى القراء؛ فقد سبق أن طالعوا شعره في مجلتي الرسالة والثقافة الزاهرتين وصحف السودان وخصوصاً (الصراحة) و (التلغراف) وغيرها من أمهات صحف الخرطوم وهو صديقنا الشاعر المبدع الشاب جعفر حامد البشير الذي نترك ترجمة حياته الآن إلى مقال مفصل عنه، ولكن حسبنا أن نورد عنه هذه النبذة التي كتبها عنه الدكتور محمد النويهي أستاذ الأدب الهربي بكلية الخرطوم الجامعية. . والتي نشرتها جريدة (الصراحة) الغراء وها هي:
(أكون لكم جد شاكر إذا تكرمتم بإبلاغ شكري الجزيل وامتناني الصادق للشاعر الموهوب الأستاذ جعفر حامد البشير لقصيدته الفائقة في تحية النهضة النسائية. وأود لأن أنتهز هذه الفرصة لأعبر عن إعجابي المخلص بكل ما قرأت له من شعر، ولست أغالي إذا قلت أنه بين جميع الشعراء والسودانيين منذ التيجاني أحسنهم جميعاً بين سلاسة التنغيم وصحة الأسلوب؛ وبين صدق العاطفة وإخلاص المشاركة للروح السودانية. .) للشاعر البشير قصائد ممتازة مبثوثة في خفايا الصحف والمجلات، وها نحن نورد للقراء المثال الأول منها وهي قطعة بعنوان (نفديك) قال
يا مشرقا وضياء الشمس يغمره ... لا زلت تمرح إشراقاً بإشراق
لفديك كيف تبيت الروح ظامئة ... والنبع عندك نبع الحسن يا ساقي
بل في جمالك أنهار مطهرة ... من كل عذب إلى الشطان دفاق
يا فاتني إن قلبي قد ظفرت به ... أضحى خلايا صبابات وأشواق
قد لا مني فيك أقوام وما علموا ... أني المدل بآدابي وأخلاقي
نزهت نفسي عن الفحشاء في زمن ... أهلوه معشر مجان وفساق
قالوا، وأرجف أقوام وما علموا ... أن العفاف دماء ملء أعراقي
يا سامح الله منهم، رغم ما اقترفوا ... إني عليهم لذو عطف وإشفاق
ويبدو البشير في قطعته هذه شاعراً متزهداً غارقاً في حلمه عابئاً على وشاته أراجيفهم،