للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وأنا أعتقد أنه لا يتم التوحد والتفاهم بين شعوب مختلفة اللغات، وقد نزل الإسلام بالعربية، وارتضيناه دينا، فلا بد - لتقاربنا وتعاوننا - من التفاهم باللغة التي جاء بها وحملته إلى الناس

وأعود إلى ذكرى إقبال فأقول فأقول إن خير ما صنعته الباكستان لهذه الذكرى في مصر هو ترجمة أشعار صاجبها إلى اللغة العربية ونشرها بين الناطقين بالضاد. وقد قام بجهد مشكور في ذلك الأستاذ الدكتور عبد الوهاب عزام بك سفير مصر في الباكستان والأستاذ الصاوي شعلان، وقد كان خير ما في الحفل شعر إقبال الذي أنشده الأستاذ الصاوي بعد ترجمته إلى العربية.

الطفولة في الأدباء:

في حياة بعض الأدباء والشعراء، أو في كثير منهم، وقد يمون في جميعهم، جوانب تبدو تافهة وذات دلالة لا تتفق وعظمة ما ينتجون من أدب وشعر، ولا شك أن المتأميلن في الحقائق في هذا المضمار يهتمون بتتبع تلك الجوانب ودراستها، وكثيراً ما يستضيء بها النقاد المحدثون فيما يتناولون بالنقد والتحليل من حياة الأدباء وآثارهم

ويحدثنا تاريخ الأدب عن كثير من ذلك، وإن كان منثوراً غير منظوم في دراسات ذات مقدمات ونتائج.

أقصد بذلك التمهيد لسياقه أطراف مما عرفناه في بعض أدباء المعصرين الراحلين:

كان الأستاذ كامل كيلاني يلتقي بأمير الشعراء أحمد شوقي بك في أصائل أيام المصيف بالإسكندرية، ومرة رآه مكتئباً مقطباً، فسأله في ذلك، فقال شوقي: سكرتيري مريض - شفاه الله، أليس تحت عناية الطبيب؟

- ما إلى هذا قصدت. .

- ماذا إذن؟

- أشار على الطبيب أن أمشي كل يوم مسافة قدرها ما بين خمس شجرات في صيف واحد على هذا الطريق، وأنا أمشي حتى أبلغ الشجرة الرابعة، فأشعر بالتعب، فأتوقف، فيقول لي (السكرتير): من أجل خاطري أمشي إلى الشجرة الخامسة! فأنا اليوم سأمشي إلى الرابعة فقط. .

<<  <  ج:
ص:  >  >>