القسم الثاني - يحوي عادة قائمة بأسماء الأبيار والفروع لمختلف الحرف. وهم عادة أبطال من القرآن والتوراة والتاريخ الإسلامي - مثلا - آدم حامي الفلاحين والخبازين - شيث حامي الحياك والخياطين - نوح حامي النجارين - وداود حامي الحدادين والصياغ - وإبراهيم حامي الطباخين - وإسماعيل حامي صناع الأسلحة.
القسم الثالث - يحوي التعاليم لتثقيف المبتدئين وأسئلة وأجوبتها. ومع اختلاف التفاصيل الجزئية في تنظيم النقابات إلا أن الأسس واحدة.
تتكون كل نقابة من الأساتذة (مفرد أوسطة أو معلم) وهم يشكلون القسم الرئيسي من النقابات ويليه (الخليفة أو المتعلم) ثم (الصانع) ثم (المبتدئ) وفي بعض النقابات يغفل دور الصانع ودور الخليفة، ويكون الانتقال من مبتدئ إلى أوسطى. ويرأس النقابة (الشيخ) وهو موجود في جميع الأصناف. وقد يكون له مساعد يدعى (النقيب) منزلته منزلة الوزير من السلطان.
ولا يكون الانتقال من مبتدئ إلى الدرجة التالية في وقت محدود بل يعتمد ذلك على الأستاذ. وتختلف الحالات في تطبيق دستور النقابة، فمرة ينسب ذلك إلى الشيخ ومرة ينسب إليه بمساعدة هيئة المسنين من الأساتذة أو الاختيارية.
وتلعب حفلة الانتماء أو الترقية في الحرفة دورا مهما، وتتميز بارتداء بعض الملابس كالسروال والشد (أو شد الحزام) والمئزر أو الصدرية.
ولدينا بعض الأوصاف للنقابات الإسلامية. منها وصف السائح ابن بطوطة لحركة الأخية والفتيان في الأناضول. يقول (والأخي عندهم رجل يجتمع أهل صناعته وغيرهم ويقدمونه على أنفسهم وتلك هي الفتوة أيضا. وهم (الأخية والفتيان بجميع البلاد التركية الرومانية في كل بلد ومدينة وقرية ولا يوجد في الدنيا مثلهم أشد احتفالا بالغرباء من الناس وأسرع إلى إطعامهم الطعام وقضاء الحوائج والأخذ على أيدي الظلمة وقتل الشرط ومن لحق بهم من أهل الشر. ويبني (الأخي) زاوية ويجعل فيها الفرش والسرج).
ويقول (الفتيان الأخية كلهم بالأسلحة ولأهل كل صناعة (الأعلام) والبوقات و (الطبول) و (الأنفار) وبعضهم يفاخر بعضا ويباهيه في حسن الهيئة وكمال الشكة).