ويشرف الأخي على شؤون الحرفة الإدارية والمالية ويحل المنازعات ويرأس هيئة الإدارة ويجري المراسيم المخصوصة للأستاذ والخليفة والجراق ويرأس الحفلات ويقوم بالنظارة الدائمة على أحوال الأصناف، أما المجلس الكبير فيقوم بالإشراف على المتولين كافة ويفصل النزاع بين أهل الحرف ويحسم المشكلات التي لم يقدر المتولون على حلها ويسوي المصالح دون مداخلة الحكومة ويعرض لدى الحكومة ما يمس حقوق أهل الصناعات ويرعى حقوق أهل الصناعة.
ولكل حرفة صندوق وارداته من بدل الإيجارات وأرباح الأموال الموقوفة والوصايا ورسوم الانتماء والتبرعات من أهل الخير أو رجال الحرف. وينفق وارداته على التعميرات والرسوم ومعاونة فقراء أهل الحرفة وتقديم المعونة للعلماء والجهات العلمية. وكمثل يوضح ذلك نذكر قائمة مصاريف الحلاجين سنة ١٢٩٠، بسيرزو وفيها ما يلي: -
فحم لفقراء البلدة وأهل الصناعة (٦٨٠ قرشا). خبز للغذاء في رمضان (١٢٠٠). أجرة تداوي فقراء أهل الحرف وعائلاتهم (٣٥٠). للتجهيز والتكفين (١٧٠). للصدقات اليومية (١٨٠٠). لمعلمي مكاتب الصبيان (١٨٠٠). القحم والحصر للمكاتب (٥٠٠) معاونة لحسن أغا المحترق دكانه (٣٥٠). لقراءة البخاري الشريف والشفاء (٣٥٠). أجرة الحاكم للنظارة بأمور الحلاجين (٢٥٠). أجرة المتولية (رئاسة اللونجة ١٢٠٠) كما يصرف من صندوق الحرفة على العجزة من أهلها المعلولين.
والمصدر الثالث بحث إلياس قدسي وهو مسيحي سوري قدمه إلى مؤتمر المستشرقين ١٨٨٣ (الجلسة السادسة) عن نقابات دمشق سنة ١٨٨٢. يخبرنا قدسي أن كافة حرف المدينة لها رئيس أعظم وهو (شيخ المشايخ) وأن منصبه وراثي في عائلة (العجلاني) وأنه لا يمكن إقالته أو استبداله. ويذكر أن أسلافه كانت تعين المشايخ لأكثر من مئتي حرفة وتأمر وتنهى وتقاص وتفصل في كل مسألة وتحسم كل مشكلة ولديهم يتقاضى الجميع. وكانت سلطته تمتد إلى حق الحكم بالموت. وعلى كل فقد بقيت لديه سلطة سجن رجال النقابة أو جلدهم لوقت طويل.
ويعتمد شيخ المشايخ على وقف وراثي ولكن سلطاته أنقصت بعد التنظيمات من زمن السلطان عبد المجيد (فقال تسلط شيخ المشايخ إلى حد غير متناه حتى يسوغ القول أنه غدا