للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

محصورا بالتصديق على شيخ حرفة من الحرف بعد أن ينتخبه معلموها) وحتى في هذه الحالة كان تصديق الحكومة ضروريا فكان البعض خصوصا غير المسلمين يكتفي بهذا دون الرجوع إليه. وكان هذا الشيخ عالما في زمن قدسي ولكنه يجهل شؤون الأصناف.

ونظرا لكثرة واجبات شيخ المشايخ لم يكن باستطاعته تنفيذ كافة أعماله العامة، فكان يعين موظفا يدعى النقيب وهو يمثل شيخ المشايخ في الاجتماعات العمومية للحرف أو في حفلات الترقية، وكان له عدة نقباء عندما كانت وظيفته مهمة ولكن في زمن قدسي اكتفى بواحد وكان عارفا بشؤون الحرف بصورة طيبة.

ولكل حرفة شيخ ينتخبه شيوخ الكار ممن اشتهر بحسن الأخلاق والطوية وامتاز بمعرفة أصول الحرفة، ولا يشترط فيه كونه أكبرهم سنا أو كونه من الشيوخ بل يكفي أن يكون ماهرا محترما يستطيع تمثيل النقابة أمام السلطات. ومع أن المشيخة كانت تنتقل بالإرث في بعض الحرف إلا أن ذلك يستلزم موافقة شيوخ الكار وهذا يبقي صفة الانتخاب. ويبقى في منصبه مدى الحياة ما لم يصدر منه ما يوجب إبداله بسواه.

ويلاحظ قدسي أن الانتخاب يجري من قبل الأساتذة المتقدمين يجتمعون ويتذاكرون، فإن اتفقوا على شخص انتخب (وإلا عين شيخ المشايخ شيخا) ثم يصادق شيخ المشايخ عليه في حفلة خاصة.

أما واجبات الشيخ فتتلخص في: أن يعقد مجالس لمصالح الحرفة يترأسها ويسهر على حفظ ارتباط (الكار)، ويقاص من أتى بإخلال في حق الصنعة. وكثيرا ما يكون مكلفا بإيجاد شغل للفعلة. فيوصي بهم (المعلمين) وله وحده أن (يشد) بالكار (المبتدئين الماهرين) فيصيرون (صناعا) أو (معلمين) ومعه تكون (مخابرة الحكومة) فيما يتعلق بحرفته.

ويساعد كل شيخ في الحرفة (شاويش) يقوم مقام النقيب للشيخ ولكنه ينتخب من قبل الكار. ولم تكن له سلطة خاصة. بل كان رسول الشيخ يبلغ أوامره ويمثله وهذا المنصب قديم.

يخبرنا قدسي أن (المبتدئ) أو الأجير - وهو الولد الحديث السن الداخل إلى الحرفة - يشتغل عدة سنين دون معاش أو أجرة، ولكن البعض كان يستلم أجرا أسبوعيا زهيدا يسمى جمعية. وعندما يبدع المبتدئ في مهنته يرقى إلى مرتبة صانع وأحيانا إلى مرتبة أستاذ في نفس الوقت.

<<  <  ج:
ص:  >  >>