هدرت كرامة مصر. فاحرص على كرامة مصر حرصك على كرامتك وجاهد في سبيلها جهادك في سبيلك. . أستغفر الله بل جهادك في سبيل الله وفي سبيل الدين وفي سبيل الحق والعدل.
إنك مسئول أيها العالم العربي ومعاتب وملوم على كل تقصير في جنب هذا الجهاد المقدس، وإنه محسوب عليك كما هو محسوب على مصر.
إن العدو ماكر داهية وقد جرب منك سقطات وزلات في السابق، وإنه واثق بولائك ووفائك فلا يخدعنك عن نفسك وعقيدتك، ولا يحولن بينك وبين مصر، ولا يشترين دولة من دولك أو شعبا من شعوبك بأرفع ثمن فإنه نار في الآخرة وعار في التاريخ - ولا أنسى أن أخاطبك يا مستر (جون بول) فأنت صاحبنا القديم عرفناك في الهند وعرفتنا، وأعتذر إليك إن كنت آلمتك بذكر الهند التي فقدتها، أريد أن أسألك أيها الشيخ السياسي المحنك عن هذا الدفاع الذي تفرضه على الشرق الأدنى فرضا وترهق به مصر الإرهاق الذي ضاقت به وغضبت عليه، هل يصح أن يسمى دفاعا؟ وأي فرق بينه وبين الاحتلال؟ وهل يجدي هذا الدفاع إذا لم ينشط له هذا الشعب الذي تدعي أنك تدافع عنه ولم يتحمس ولم يعاونك عليه؟ وكيف بك لو احتلت جنود أمريكا الحليفة الصديقة الزميلة بلادك على رغم منك ورغم من المستر تشرشل بحجة الدفاع عنك لأنك ضعيف قد أنهكتك الحرب الماضية هل تقر هذا الاحتلال وتسكت عنه يا مستر جون بول؟
إني لا أجد لك يا (جون بول) ولمصر مثلا إلا مثل زنجي وطفل. . فقد زعموا أن زنجيا كان يحمل طفلا وكان الليل شديد الظلام ولم يكن الزنجي أقل سوادا من الليل وكان الطفل كلما رأى الزنجي ارتعب وفزع، وبكى وكان الزنجي كلما بكى الطفل وخاف ضمه إلى صدره وآنسه وقال له مرة لماذا تبكي يا بني وأنت في حجري وأنا لا أفارقك؟ فقال الطفل أنت أصل بلائي وشقائي ومنك أبكي وأرتعب فيا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين.
وهكذا أنت يا مستر جون بول تريد أن تدافع عن مصر وأنت بغيض ما ثقيل على مصر ولا أحب إليها من مفارقتك، واعلم أخيرا يا مستر جون بول أن عهد الاستعمار قد انتهى من غير رجعة فلا تتعب نفسك في استرداده، وقل للمستر تشرشل كان خيرا لك أن تبقى