للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

التجاري مع الصين الشيوعية، الأمر الذي يوفر لبريطانيا فرصة ذهبية لاكتساح السوق الصيني من جديد على نحو ما كانت تكتسحه قبل قيام النظام الشيوعي هناك.

وهذه الحقيقة الاقتصادية تنطبق على بريطانيا انطباقها على معظم بلدان أوربا الغربية. ولذلك وجدت عروض الشيوعيين في مؤتمر موسكو لدى الأوساط التجارية في أوربا الغربية قبولاً حسناً.

وقد سبق لخبراء الأمم المتحدة الاقتصاديين أن أوصوا في العامين الأخيرين بضرورة إعادة التبادل التجاري بين دول أوربا الشرقية وبين شعوب أوربا الغربية بعد أن كان هذا التبادل قد توقف أو كاد نتيجة لنجاح مشروع مارشال ومساعدات أمريكا المالية والعسكرية لدول الحلف الأطلنطي. ففي التقريرين الأخيرين اللذين وضعتهما لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوربا إصرار على ضرورة إعادة هذا التبادل على نطاق واسع إذا أريد لدول أوربا أن تكافح البطالة وسوء الأوضاع الاقتصادية المتفشية الآن في معظم القطاعات الأوربية.

وقد جاء في هذين التقريرين بعض الحقائق عن ضائقة أوربا الاقتصادية. فقد ارتفعت البطالة في إيطاليا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وبعض الدول الاسكندنافية ارتفاعاً بلغ في بعض هذه البلدان أعلى نسبة وصلت إليها البطالة منذ أن وضعت الحرب العالمية الأخيرة أوزارها.

ففي ألمانيا يبلغ عدد العمال العاطلين أكثر من عشرة ملايين، فانتعاش الصناعة الألمانية لم يصاحبه توسع في الأسواق الخارجية، وقد زاد الطين بلة ازدياد اللاجئين الألمان من المنطقة الشرقية (التي يسيطر عليها الروس) إلى المنطقة الغربية التي تشرف عليها سلطات الاحتلال الغربية.

وفي إيطاليا أصبحت البطالة مزمنة بسبب ازدياد عدد السكان وتوقف هجرة الطليان إلى العالم الجديد ورغبة الشعب في تحقيق مستوى من المعيشة عال لم تستطع الحكومات الإيطالية المتعاقبة أن تنميه بسبب فشل السياسة المالية وانتشار الأفكار الاشتراكية وعدم توفر المواد الخام للمصانع الإيطالية.

وقد ارتفعت أثمان هذه المواد الخام إلى درجة عالية بسبب منافسة الأمريكان والروس على شرائها من مصادرها الأصلية.

<<  <  ج:
ص:  >  >>