أما ألف ليلة وليلة وهي أهم مجموعة قصص عربية فجاءت متأخرة ولم تظهر بشكلها الحالي حتى القرن الخامس عشر، ولكن منها قصص كقصة السندباد البحري وصلت شفاها إلى الأسبان وترجمت إلى لغتهم. ومما لا ريب فيه أن بعض قصص شوصر بالإنكليزية وقصص بوكاشيو بالإيطالية ترجع إلى ألف ليلة وليلة الشفهية. يذهب المستشرقون إلى أن الرواية الحديثة على ما يعرفها أبناء الغرب ترجع إلى قصة ابن سراج بالأسبانية
أما الروائي الشاعر الأسباني العظيم سرفانتس فالمعروف عنه أنه بقي أسيراً في أيدي قرصان عرب من الجزائر نحو خمس سنوات وهو يدعي في مقدمة مؤلفه الرائع بأن كتابه من أصل عربي.
٢ - في العلوم
لم يكن لأبناء الجزيرة العربية لدى ظهور الإسلام علم بالمعنى الاصطلاحي، ولكنهم بعد أن تغلبوا في القرن السابع على الهلال الخصيب. وفارس ومصر أخذوا عن الشعوب المغلوبة من سورية ولبنانية وعراقية وغيرها، العلوم الحقيقية، وكانت العلوم السورية مؤسسة على اليونانية والآرامية والسامية القديمة. أما عصر الترجمة من اليونانية إلى العربية فيتناول نحو قرن (٧٥٠ - ٨٥٠) وكان مركزه بغداد وقوامه العلماء السوريون الذين كانوا يتقنون اليونانية منذ فتوح الاسكندر في القرن الرابع قبل المسيح.
وفي هذا القرن جاءت من الهند مخطوطة في علم الفلك فترجمت إلى العربية في بغداد وأصبحت مصدراً للزيج الفلكي الذي نشره الخوارزمي (توفي نحو ٨٥٠) وكذلك جاءت من الهند مخطوطة رياضية دخلت بفضلها الأرقام الهندية إلى العالم العربي بما فيها الصفر.
ومن الأدب الفارسي نقل ابن المقفع في بغداد قصص كليلة ودمنة كما نقل أبناء بختيشوع، الأسرة السورية المسيحية، مبادئ الطب الفارسي الذي كان قد تأثر بالطب اليوناني.
ولكن أهم مصدر وأعزره نقل عنه العرب في ذلك العهد إنما كان المصدر اليوناني وذلك كان بفضل نشاط علماء سورية المسيحيين وشيخهم حنين بن أسحق (توفي ٨٧٣) الذي كان له ولتلاميذه اليد الطولى في نقل كتب جالينوس الطبية ومؤلفات أرسطو العلمية