يريد أن يخفيه عني، وقد حضر مرة بثياب فاخرة وهندام ظريف ليستعير عربة أخي.
(كنت فريسة لتطلع شديد فصممت على سؤال أخي؛ وبعد أن دار بيننا الحديث من الشرق إلى الغرب قلت له: خبرني بالحقيقة يا أخي، اين ذهب الطبيب الليلة في عربتك؟
فأجاب أخي باختصار: إلى الموت.
- خبرني بكل صراحة أين يذهب.
- (ذهب ليتزوج) وقد أجاب أخري بطريقة أكثر وضوحا.
- أحقا ما تقول؟ وقد نطقت هذه الكلمة مصحوبة بقهقهة طويلة.
وقد علمت في آخر الأمر أن الخطيبة كانت غنية ورثت ميراثا عظيما سيغدق على الطبيب ثروة طائلة. ولكن لم أهانني بإخفائه هذا المشروع؟ هلا سألته يوما أن لا يتزوج حتى لا يصمي فؤادي؟ ولكن الرجال لا يؤتمنون. لم أعرف في حياتي إلا رجل واحدا، ولكن لحظة واحدة كانت كافية لكشف الحقيقة.
ولما رجع الطبيب من عمله وتهيأ للرحيل قلت له والضحك يغالبني: (سنتزوج في هذا المساء أيها الطبيب؟)
- إن فرحي قد أربكه بل زاده غيظا وحنقا
- ماذا جرى فإني لا أرى الأوركسترا؟
- فأجاب بتأوه: هل الزواج حادث مفرج؟
(عاودني ضحك عنيف ثم قلت له لا! لا! فذاك من المستحيل أن يعلن زفاف دون أضواء وموسيقى!
ثم ضايقت أخي حتى أعد معدات العرس وجعله بهيجا سارا.
ولم أنقطع لحظة عن التندر بالخطيبة وعن الوقائع التي ستمر بها وعن حالتي تلقاء هذه الواردة الجديدة.
- خبرني أيها الطبيب، هل ستستمر في جس نبض مرضاك؟
بخ بخ! إن عمل العقل الباطن وإن كان غير منظور لا سيما عند الرجال فإني أستطيع أن أؤكد بأن قولي كان على فؤاد محدثي كالحراب الفولاذية.
إن الزواج سيشهر بعد قليل في الليل. وقبل الذهاب شرب الطبيب هو وأخي كأسا من