ينقطع من المستولين والمتسولات، كل يدعي الحاجة أو يتصنع البؤس أو يزعم الفاقة
ولو أن قطعان التسول قد اقتصر نشاطها على الشوارع والميادين والمركبات العامة إذا لهان الأمر، ولكن هذه القطعان تأبى أن ترحم بيوت الله من بلائها، وقصر على أن تزاحم المصلين بمناكبها دون أن تتفضل لو بذرة واحدة من الحياء والخجل. .
إننا حين نمر بمسجد كمسجد الحسين أو مسجد السيد زينب أو مسجد الإمام الشافعي بالقاهرة مثلا، وحين نمر بمسجد أبي العباس والأباصيري بالإسكندرية، وغير هذه المساجد في المدن الكبرى، لابد أن تقع أعيننا على قطعان التسول وقد اتخذت عتبات هذه المساجد أوكارا تنفث منها سمومها على المصلين في كل وقت من ليل ونهار
وكأن المسئولين في مصر لا يكادون يفهمون أن هناك أجانب يزورون مصر؛ ويقصدون المساجد الكبيرة بالذات، ويعودون إلى بلادهم، وفي مخيلتهم صورة فظيعة لفوضى التسول في مصر، وإلا فلم يغضون الطرف عن هذه الوصمة التي تلطخ جبين الوطن بالعار! إننا نرى هذه المناظر المنكرة فنتميز من الغيظ، وتمتزج في صدورنا الآلام والحسرات، ولكنا لا نستطيع أن نفعل شيئا لأننا لا نملك من الأمر شيئا
إذا كان ولاة الأمور يعجزون عن أن يطهروا مصر بأسرها من وصمة التسول، فلا أقل من أن يصونوا بيوت الله منها ليحفظوا عليها جلالها ووقارها!
رمل الإسكندرية
نفسية عبد اللطيف الشيخ
عبيد الناس
بات كثير من الناس يخشون بعضهم كخشية الله أو أشد خشية، ويحرصون على إرضائهم وطاعتهم أكثر من حرصهم على إرضاء الله وطاعته. . ممال زعزع إيمانهم، وأوهن عقائدهم، فاعتقدوا أن مصيرهم مرتبط بمصير هؤلاء الذين يخشون. . وأن حياتهم رهن إرادتهم، إن شاءوا أسعدوهم ورفعوا درجاتهم، وإن شاءوا نبذوهم فطردوا من جنة الخلد التي يوعدون!. .
ما زال بيننا الكثيرون من عبدة الأصنام. . وأعتقد أنني أسيء إلى عبدة الأصنام إذا شبهت