للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بإحدى الحملات في أحد فقتل ثم حملها بعده أبنها أبو شيبه فقتله حمزة (ض) وحملها بعده حموها أبو سعد بن طلحة فقتله سعد بن أبي وقاص، فحملها بعده ابنها مسافع بن أبي طلحة فقتله، عاصم بن ثابت فحملها بعده أبنها الحارث فقتله عاصم أيضا، هذه المرأة التي جعلت بيتها بوتقة يغلي بها الحقد على رسول الله زاد هذا القتل في حقدها عليه وعلى المسلمين معه فحلفت لتشربن الخمر في قحف عاصم بن ثابت قاتل ولديها مسافع والحارث فأخذت تحث المشركين على الثبات وتدعو لحمل اللواء حتى تداول حمله كثيرون من قريش كان نصيبهم القتل، فحملت عمرة بنت علقمة الحارثية الراية بعدهم فتراجع المشركون يطلبون السلامة. . وفي ذلك يقول حسان بن ثابت (ض) معبراً إياهم

عمرة تحمل اللواء وطارت ... في رعاع من القنا مخزوم

لم تطق حمله الزعانف منهم ... إنما يحمل اللواء النجوم

ومنهن فاطمة الزهراء وأثرها بحياة النبي غير خاف على أحد فهي حبيبة أبيها وأوثق الناس صلة به وأشفقهم عليه. . خرجت مع نساء من المدينة وهي تلهف على أبيها. . فقد جرح بأُحد فلما رأت جراح وجهه احتضنته وعانقته وصارت تمسح الدم منه ثم أخذت ماء وغسلت وجهه. . ما أروعه من موقف خفق فيه قلب محمد بحب ابنته وحنوه عليها. . وكأني بالزهراء (ع) تلك الساعة يترقرق الدمع من مآقيها ويخفق قلبها بالحب والحنان. هذه الزهراء وما أنصح حبها لأبيها وما أحسن إسلامها. . خرجت هي وأربع عشرة امرأة منهن أم سليم بنت ملحان وعائشة أم المؤمنين (ض) فحملت الماء في قربة والزاد على ظهرها تطعم المؤمنين المحاربين وتسقيهم. . هذه الزهراء أم حفيدي الرسول تركت أجمل الأثر في قلب أبيها الحنون.

ومنهن هند بنت عمر بن حرام زوجة عمرو بن الجموح. . امتلأ قلبها بالإيمان وحب الدين الجديد، فلم تزل تحرض ذويها على قتال المشركين في أحد حتى استشهد زوجها وهو يقاتل رغم عرج كان به، واستشهد ابنها خلاد وأخوها عبد الله فحملتهم على بعيرها وأتت المدينة فرأتها أم المؤمنين عائشة (ض) بظاهرها وقد خرجت تستروح مع صويحبات لها. . فقالت لهند: - (عندك الخبر. . ما وراءك؟) قالت هند: - (أما رسول الله فصالح وكل مصيبة بعده جلل) قالت عائشة: - (من هؤلاء؟) قالت: - (أخي وابني خلاد وزوجي عمرو بن

<<  <  ج:
ص:  >  >>