خمسون جلدة تنالها في الساحة الكبرى على ملأ من الناس!. . .
وانصرف العالم وزوجته، وأخذ القروي ليجلد
وجيء بالجزار وبائع الزيت، فقال القاضي:
- أيها الجزار! ها هي ذي دراهمك فخذها. أما أنت. . فجزاؤك خمسون جلدة تنالها في الساحة الكبرى على ملأ من الناس!. .
وأخذ الجزار دراهمه. ومضوا بالبدال ليجلدوه
وتقدم الملك والسائل. فقال القاضي للملك المتنكر:
هل تعرف حصانك جيدا؟
- نعم يا مولاي!
- وأنت أيها السائل؟
- وأنا أيضاً يا سيدي!
- اتبعاني إذن. . .
وانطلق القاضي بهما إلى الإسطبل وقد امتلأ بالجياد. فقال للملك: دلني على حصانك. . . فدله الملك، ثم أخرجه وأدخل السائل. . فدله عليه أيضا، فلما خرج القاضي قال: خذ حصانك أيها التاجر، فهو لك، أما أنت فستجلد خمسين جلدة في الساحة الكبرى
وهم القاضي بالانصراف. . . فتبعه الملك وقال له:
- أريد يا مولاي أن اعلم كيف استطعت أن تعرف أن المرأة كانت للعالم، وأن الدراهم كانت للجزار. . وأن الحصان كان لي فقد حار عقلي في فهم ذلك. .!
قال القاضي:
- أما المرأة، فقد أتيت بها إلى داري، وقلت لها ضعي في هذه المحبرة مداداً. فأخذت الدواة فنظفتها، ثم ملأتها مدادأ. فعلمت أنها تعلم ذلك من قبل، والدواة لا توجد إلا عند العالم. فحكمت أنها امرأة العالم وليست خليلة القروي. أما الدراهم فقد وضعتها في إناء مليء بالماء، وقلت لنفسي، أن كانت لبائع الزيت فلا بد أن تطفو على صفحة الماء قطرات من الزيت جاءت إليها من يديه. ولكن الماء بقى صافياً، فعلمت أن الدراهم ليست لبائع الزيت وإنما هي للجزار