. . واتصل بعميد الغرب في عهده، شارلمان ملك فرنسا وجرمانيا وإيطاليا. . وأرسل إليه وفداً. . وأهدى إليه مفاتيح بيت المقدس، علامة على الود بين الشرق والمغرب والشرق، وبين الإسلام والمسيحية.
ثلاث نجوم: كانت تدور في فلك الرشيد، أمه الخيزران، وزوجه زبيده، ووزيره جعفر.
أما الخيزران فقد كرهت الهادي، لأنه كان يصرفها عما تبغي من مظاهر السلطة والنفوذ، وأما الرشيد فقد أباح لها ما تشاء منه، وإليها يرجع بعض الفضل في أن يقفز إلى الخلافة، قبل أن يجيء دوره في ترتيب الوراثة وولاية العهد.
وأما زبيدة فزوجه الأولى، التي كان يؤثرها على كل زوجاته وسراريه وجواريه، وهي أم الأمين وكانت ذات رأي وتدبير، فكان الرشيد لا يرى بدا من أن يأخذ بمشورتها، وأن يطلق يدها في إنشاء القصور وتعمير المساجد وحفر العيون المعروفة باسمها. .
وأما جعفر فكان محببا إلى نفسه غاية الحب، حتى لقد روى بعض المؤرخين أنهما كانا يدخلان في ثوب واحد، وهو أن قيل على أنه ضرب من المجاز، يصور مدى ما كان بينهما من الحب الصادق والود الأكيد.
وروى أن جعفر تصرف باسم الرشيد في أمور غاية في الدقة فأقره الرشيد وقبل منه ورضى عنه، ولم يمنع هذا جعفراً من أن يقع به ما وقع عندما قضى فيه الرشيد بأمره.
وتلك شميلة من شمائل الرجل الفذ، تثبت في وضوح قوة عارضته؛ ولو كان كما روي عنه من الإسراف في الترف لما استطاع أن يحسم أمره بالقوة والبراعة والحكمة في الوقت المناسب.
فإذا أخذ عليه بعد ذلك أمر، فهو أنه بايع للأمين بولاية العهد وللمأمون بخراسان وللقاسم بولاية العهد بعد المأمون. .
في عقد واحد، وكان هذا الذي فعل الرشيد بعيد الأثر من بعده، وهذا خطأ من أخطاء العاطفة المتحمسة، والعقل الراغب في حسم الأمور، الذي يظن أنها تنقاد من بعده وفق سلطانه. . وإرادته.
وهو أشبه بما قيل عن رضائه عن صداقة جعفر والعباسة، وجمعهما في حضرته وإنفاذ