أسترابون السالف الذكر (أن قبر الاسكندر على يميني عند دخولي المدينة) والذي يعضد رأيه أن المصادر التي استعان بها تذكر لنا أن القبر بالقرب من قبري كيلوباترة وأنطونيوس القريبة من معبد إيزيس الموجود برأس لوكياس (السلسلة حالياً) حيث مقابر ضاحية اليوسيس والحي الملوكي وحيث مقابر الأكابر والعظماء. فهل من المعقول دفن الإسكندر في منطقة السيما البعيدة في داخل البلاد بالقرب من السوق؟ أم بالقرب من مدخل المدينة ألا وهو الساحل.
وإن رأيه في قول أسترابون يمكن تطبيقه على مكان القبر بالقرب من مدخل المدينة من الجهة اليمنى أن دخل عن طريق البر، والمعروف عنه أنه دخل عن طريق البحر لاستعماله في الوصف. . البحر جداً شمالياً لها. وقد عين المهندس مكان المقبرة بالشارع الذي يفصل مقابر الكاثوليك عن الأروام بالشاطئ.
وإن العثور على صديق للإسكندر وقائد من قواده بتلك المنطقة والعثور على مقابر في سنة ١٨٦٦ بالقرب من الباب الكانوبي الملاصق لسور المدينة المقدوني في الشمال الشرقي حيث معابد ديميتر الذي بناها بطليموس الثاني والتي تخص المبعوثين الدينين واكتشاف مقابر لأكابر الجند في نفس المنطقة محفورة في الصخور ومكتشفها هو مارت دينيسيون ١٨٩٤ والكونت دي زغيب ١٨٩٢ تؤيد قول الأستاذ نيقولا بيدس - وإن كان لم يعتمد على تلك المراجع - من أن المقبرة الشرقية جزء من مدافن العظماء لأنها المكان القانوني للدفن حسب الطقوس والتقاليد اليونانية.
وهذه الآراء تؤيد رأيه نظرياً ولكنها ليست أدلة يقينية واضحة بل نظريات هندسية أستنتاجية، فإن كانت تتطابق في مدن أخرى. فإن ظروف مدينة الإسكندرية من حيث الظواهر الطبيعية تخالف ذلك. فأرض المدينة رملية - فأنقى للبناءين القدماء حفر تلك المقابر العظيمة في باطن الأرض والذي أصبحت من الشروط الأساسية في طقوس الدفن عند البطالسة والرومان
وهناك رأي أخر لا أجد بداً من سرده، هو أن المستر ألن رو مدير متحف البلدية سابقاً يرى أن الإسكندر دفن بالمقبرة الغربية حيث المدينة الرومانية، وقد أخبرنا أسترابون بأن تلك المنطقة كانت مروجاً ترعى فيها القطعان. وأظن أنه ليس هناك أدلة منطقية تعضد هذا