كتاب صغير بعنوان (شوقيات لم تنشر) بعد أن أقدم لهذا الشعر مقدمة ضافية تليق بمكانة قائلة
عتاب لأنجاله:
لا أظن أن شاعراً في الدنيا أحب أنجاله وأولاده بقدر ما احب شوقي علياً وحسيناً، والمتتبع لقراءة شعره يلمس حنانه لهما في كل ما نطق به، حنان الأبوة الصادقة والقلب العطوف، فهل بعد ذلك الحنان بر أنجاله به، أنا لا أريد أن أتحامل عليهما إكراماً لأميرنا. . ولكني أود أن أقول ما سبب تقاعسهما عن جمع ما لديهما من شعر في ديوان جديد؟ المال موجود لديهما والحمد لله! دور النشر ما أكثرها في مصر! ثم ما ذنبنا نحن المعجبين بشوقي وبشعره أن نحرم منه! أين إذن مسرحية (البخيلة) ومسرحية (الست هدى) وهما تمثلان ذلك العصر أصدق تمثيل؟!
أين شعر والدهما الباقي؟! إني أهيب بكل أديب عربي يحمل بقلبه ذرة من الحب لشوقي ولمصر أن يحث الأستاذين الكريمين وهما أكبر أنجاله على طبع روايتيه الشعريتين (البخيلة) و (الست هدى) ليسديا بذلك إلى المسرح والشعر يداً تذكر فتشكر. كما أطالب أخواني الأدباء الذين يحرصون على قراءة شعر شوقي في ديوان جديد أن ينشروا ما لديهم من شعره المنسي على صفحات الرسالة الزاهرة أو يرسلوه إلي لأضمه إلى مجموعتي كي أستطيع أن أظهرها للوجود في القريب العاجل أن شاء الله.
الشوقية الأولى
قلت إنني عثرت بعد تنقيبي وبحثي في حنايا الصحف على بعض الشوقيات التي خلت منها دواوينه. . وأولى هذه النفحات عثرت عليها في الصفحة (٢٧٠) من الجزء الرابع مجلد (٥) من مجلة (الزهراء) القاهرية لسنة ١٣٤٧ هـ - ١٩٢٨ م والذي كان يصدرها في مصر الأستاذ محب الدين الخطيب خال صديقة الأستاذ الطنطاوي. . وهذه الدرة الشوقية نظمت في تكريم الشاعر الأستاذ المرحوم عبد الحميد بك الرافعي. . وقد قدمها محرر الزهراء بهذه الديباجة:
(أقيمت في طرابلس الشام حفلة تكريم عظيمة للشاعر الكبير الأستاذ عبد الحميد بك