للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ينتظرون، هذا هو الفصل الثاني من الرواية السياسية المؤلمة وأظن القارئ قد تشوق إلى رؤيته فلينظر في هذه الأبيات

ووضع أمس كلهمو لواه ... به واليوم كلهموا لواحي

تنصل منه زورا صانعوه ... كمولود تحدر من سفاح

وذموا أنهم كانوا عكوفا ... عليه في الغدو وفي الرواح

وتأريخ أريد لنا ارتجالا ... فآب كما أريد إلى افتضاح

شحنا دفتيه بمغمضات ... (كأحداق المها مرضى صحاح)

وغلقنا مظاهره حسانا ... مزغرفة على صور قباح

وأحللناه وهو ضريح شعب ... محل الوحي جاء من الضراح

نجرعه زعافا ثم نظفي ... عليه محاسن الشيم القراح

وربة صفقة عقدت فكانت ... كتحريم الطلاق على النكاح

تدبر في العواصم من مريب ... خبيث الذكر مطعون النواحي

يفوح الخمر منها في اختتام ... ويبدو البتر منها في افتتاح

ويسفر نصها المسود خزيا ... ومظلمه عن الغيد الملاح

وحلف ليست أردى من ذهول ... أعن جد ينفذ أم مزاح

لنا حق يرجى بالتماس ... وباطلهم ينفذ بالسلاح

وليست بعارف أبداً حليفاً ... يهدده حليف بأكتساح

ثم يدور الشريط فيعرض لك المؤلف فصله الثالث والرابع والخامس حتى تنتهي المسرحية الأليمة بانتهاء ديوانه، ولن أجد من نفسي الرغبة في تتبع الفصول وتحللها تحليلاً يرشد إلى كوامنها السياسية، فهذا ما لا يغني عن قراءة ديوان الشاعر، بجزأيه الكبيرين، وبخاصة إذا كان الحديث عن هؤلاء الأوشاب يسجل أكثر قصائد الديوان، سواء أكانت في الرثاء أو السياسة أو الاجتماع، فهم القاسم المشترك في كل ما يجلب الكوارث على البلاد، وقد وصفهم الشاعر بما لا يعد مبالغاً فيه، وصور الحقد في نفوسهم. ورسم القطوب والعبوس والانقباض، وجميع ما يلوح في وجوههم الانفعالات والغضون، وتهكم بثرائهم المغتصب وجاههم الزائف وشهواتهم الجامحة العاصفة، ونظر إلى أوسمتهم اللامعة نظرات

<<  <  ج:
ص:  >  >>