ماذا يجب على المفكر المسلم الملم بلغات الغرب حين يقرأ في تلك اللغات دعوة إلى مبادئ دينه؟ أيناهضها لأنها (من الخارج) أم يدعو الداعين ويجادلهم بالتي هي احسن
ليس هناك إسلام أجنبي، بل ولا إسلام عربي، وإنما هناك رسول عربي بكتاب عربي من عند (الله)، كلف المسلمون أن ينشروا تعاليمه في أرجاء العالم الفسيح، ومن أركان الإسلام: الشهادتان والصلاة والصوم والزكاة وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا
نعما ونعم هي، ولكن الإسلام الذي هذه أركانه والذي كتابه قرآنه، قد نص على سبب نزوله، وهو الهدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، ونبيه المبعوث بين سبب بعثته بأنها إتمام مكارم الأخلاق
وبعد فالحركات القائمة في أوربا وأمريكا لنشر فضائل الدين الإسلامي، لا تهدف إلى مزاحمة ديننا، وليست مذهبا في هذا الدين، وهي لا تزيد فيه ولا تنقص منه ولا تبتغي التأويل، وإنما القوم قد أسرفوا في مادياتهم واستعزوا بها، ومن استعز بشيء أورثه الله ذله، فاتجهوا إلى الدين، إلى دينهم أولا فوجدوا من الهداية بالمحبة والتسامح والتضحية، ولكنهم فطنوا بعد ذلك إلى أمور نص الإسلام فيها أصرح وأوضح ن فالإصلاح المنشود سبيله في الإسلام التغيير. تغير المرء ما بنفسه حتى يغير الله ما به. ولئن دعاهم السيد المسيح فيما ينص عليه إنجيلهم أن على الذي يحبه أن يحمل صليبه ويتبعه، فإن القوم قد لهجوا بالآية القرآنية
ولئن فطن القوم إلى علة شقائهم هي التنازع فيما بينهم على المستعمرات، والعداوة التي وجهها العالم سببها التنازع بين الطبقات وبين الألوان وبين الأديان، فقد لهجوا بما نص عليه القرآن من أن أفضلكم عند الله أتقاكم، وما نص عليه مبعوث هذا الدين من أنه لا فضل لحر قرشي على عبد حبشي إلا بالتقوى وقام فيهم من يدعو، لا إلى اعتناق الإسلام على صورة غير صورته، ولا إلى نسبة شيء إلى الإسلام ليس فيه، ولا إلى اخرج لفظ في الإسلام عن معناه، بل إلى روح الدين والى الفضائل الشائعة بينه وبين سائر الأديان
ولكنهم أخذوا بعضه، فهل ندلهم على باقيه؟ أم لا تزال بأنفسهم من أثر الاستعمار بقية تلزمنا الانطواء على النفس؟
أنهم يريدون محاربة الشر بمثل سلاحنا، بسلاح الخلق. فهل نحارب الشر معهم به؟ قبل أن