- ولنفرض أنه اشتغل بخدمتك سنوات، أنه لم يخدمك بغير أجر. لقد كان يتناول مرتبا، ومن المؤكد أنه ادخر بعض المال لسني شيخوخته
- أدخر؟ كيف يمكنه ذلك، أنه ليس وحيدا في الدنيا: لديه زوجة يعولها وهذه مضطرة أن تأكل وتشرب أيضاً
- إن زوجته تكسب أيضا. إنها أجيرة باليومية. ولم تعير بوليكار وزوجته اهتماما؟ حقا أنه خادم فقير، ولكن لم تبعثر أموالك؟ أنه لا يؤدي عمله كما يجب. وعندما تحين نومته في حراسة المنزل يترك مكان الحراسة اكثر من عشر مرات أثناء الليل. لم يعد يحتمل البرد وقد يكدرك البوليس بسببه يوما. قد يهبط المفتش علينا يوما، وعندئذ لن يسرك أن تكون مسؤولا عن نتائج إهمال بوليكار
- ومع ذلك ففصله قسوة واستهتار. لقد خدمنا خمسة عشر عاما، وبعد هذه المدة نعامله هذه المعاملة الفظة في شيخوخته. إنها لخطيئة.
- خطيئة؟ هل يصيبه منك ضرر؟ أنه لن يموت جوعا بل سيذهب إلى ملجأ الفقراء. وهذا أجدى عليه. هناك يقضى شيخوخته في سلام
وأخذ شاروف يفكر في المشكلة ثم قال.
- حسن. دع صديقك يحضر غدا. وسأرى ما يمكنني أن افعل له
- أرجوا يا مولاي أن تلحقه بخدمتك. كم أنا حزين له!
يا له من شاب خيرا ومع ذلك فهو عاطل منذ أمد طويل. أنه سيؤدي واجبه على أكمل وجه وسيخدمك بإخلاص: لقد ترك عمله الأول بسبب الخدمة العسكرية ولولا ذلك ما تركه مخدومه الأول
عاد جيرازيم في المساء التالي وسأل صديقه:
هل أمكنك أن تقوم بشيء في سبيلي؟
- نعم. . . . على ما اعتقد: دعنا نتناول بعض الشاي أولا وبعد ذلك نذهب لمقابلة سيدي
ولم يكن جيرازيم بالراغب في شرب الشاي: لقد كان متشوقا إلى معرفة ما قر عليه أمره ولكن مقتضيات الواجب واللياقة نحو صديقه أجبرته أن يشرب قدحين من الشاي، أخذه بعدها صديقه إلى رب الدار.