الشعر التأملي المستوحي من عالم النبات قصيدة (الورقة المرتعشة) لرشيد أيوب. . يرى الشاعر ورقة من أوراق الخريف فتثير فيه - وقد دنت شمسه للمغيب - خواطر وذكريات ويخاطبها بقوله:
أبنت الربيع استريحي غداً ... فكل الهناء لمن لا يعي
قضيت الربيع وكل الحيا ... ة زمان الربيع فلا تجزعي
فماذا أتقول أنا في الشتاء ... وصوت العواصف في مسمعي
أبيت الليالي أرعى النجوم ... وان نمت نامت همومي معي
والشعر الحديث المستوحى من الطبيعة النباتية شعر كثير ومثله المستوحى من الطبيعة الحيوانية عالم الطيور والحشرات وحيوانات البر والبحر وإليك منه بعض الأمثلة:
ينظر الشاعر المصري محمود حسن إسماعيل إلى الغراب وهو واقف على غصن شجرة من أشجار النخيل، فيتصوره (راهباً) كبير السن واسع الاختبار (وعوضاً عن أن يتطير منه كما يفعلون عادة بتلطف في الاقتراب إليه ثم يلقى عليه أسئلة عما لم يستطيع فهمه من أسرار الحياة راجياً منه لأن يجلو له أسرارها ويكشف أستارها. وهذه الأسئلة ليست في الحقيقية إلا ما يساور نفس السائل لدى تأمله في حياة الناس وأحوالهم. وقد أتخذ الغراب وسيلة للتحدث عنها والتعبير عن رأيه فيها.
وفي الخريف يرى أبليا أبو ماضي فراشة وقد دنا أجلها فيجعلها موضوعاً لقصيدته (الفراشة المحتضرة) ومن هذه القصيدة قوله مخاطباً تلك الفراشة:
فالزهر في الحقل أشلاء مبعثرة ... والطير - لا طائر إلا جناحاك
يا روضة في سماء الأرض طائرة ... وطائراً كالأفاعي ذا شذا زاك
مضى مع الصيف عهد كنت لاهية ... على بساط من الأحلام ضحاك
تمسين عند مجاري الماء نائمة ... وللأزاهر والأعشاب مفداك
يا نغمة تتلاشى كلما بعدت ... إن غبت من مسمعي ما غاب معناك
ويسمع احمد رامي طائر يغرد تغريداً شجيا وهو يتنقل من غصن إلى غصن فيغبطه لأنه بعيد عن الناس ويقول له:
واصدح فصوتك في الفؤاد صد ... للغابر المدفون من زمني