وكانت لهجة الثقة التي يتكلم بها اللص داعية للسير برتون على تكرار الابتسام وقال:(لكنه من المحتمل أن تخسر) فقال الدوق: (إن هذا مستحيل - لكن البوليس تأخر)
وكان إبداؤه هذه الملاحظة بمناسبة هي أن الساعة دقت الثانية بعد منتصف الليل. وقد نظر إليها اللص وأبدى تعجبه من ارتفاع صوتها حينما تدق دقة مزعجة مع أنها من أغلى طراز. فلم يجبه السير على هذه الملاحظة ولكن سأله:(ما اسم الجواد الآخر؟)
قال الدوق:(ليس من حقي أن أخبرك لأن المصدر علمي يتعلق بحادثة غرامية بين رجل أعزب وبين امرأة متزوجة. ولو أخبرتك باسم الجواد فقد تعرف هذه المرأة. وأرى مما يتنافى مع شرف الكبار من اللصوص أن يفعلوا ذلك. لقد كنت أسرق منزلاً لأحد الأغنياء فوجدته مستيقظاً ومعه امرأة فاضطررت إلى الاختباء وسمعت الحديث الذي دار بينهما وهو عن التدبير الذي تم لتغيير الجواد الرابح. وقد كان هذا التدبير لمصلحة الرجل وبواسطة تلك المرأة.
وهنا دخلت اللادي برتون وقد دهشت عندما وجدت زوجها واللص يتحادثان كأنهما صديقان ووجدت اللص جالساً مطمئناً. وزادت دهشتها عندما وقف اللص ووقف زوجها للترحاب بها عند الدخول. وقالت لزوجها: (ما الذي فعلت؟ ألم تستدع البوليس؟)
فتناول اللص كرسياً وأشار إليها بالجلوس فجلست وهي في غاية الدهشة مما تراه.
وقال السير:(اسمعي ما يقوله الدوق. لقد أخبرني بأن العزم تغير في نادي السباق ولن ينال الجائزة جوادنا (وايت لادي)
فنظرت اللادي في حيرة إلى اللص وقالت:(ما هو الجواد الأخير؟)
فقال:(لا تسأليني فإن القصة تمس شرف إحدى السيدات، وقد كنت منذ أسبوع أسرق بيت رجل غني فجلست في غرفة الاستقبال. وكان في غرفة النوم سيدة متزوجة تتآمر مع الرجل على موضوع السباق)
ولاحظ الدوق ارتباك السيدة مما بدا في نظراتها وصوتها، ولكن السير كان بطئ الملاحظة فلم يدرك شيئاً من ذلك.