للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الراسخة - الدينية والثقافية والاجتماعية - التي تعيش عليها بيئته عندما يبحث عن الحلول في تعاليم الشيوعيين والمبادئ والنظم الأخرى التي وضعها المصلحون لمجتمعاتهم التي أن شابهت مجتمعنا في وجه فإنها تختلف عنها في أوجه أخرى.

وفي هذا الفريق نزعة كامنة - سمها ما شئت دينية أو قومية تصر على أن يرعى تراث الماضي وذخيرته، وهذه المقدسات والعناصر الخالدة التي تطفح بالروعة وتمتلئ بالطمأنينة والاستقرار في عالم يكتنفه التفكك والعقد والأزمات الروحية والمادية.

وهذه النزعة ليست لونا من الترف العقلي أو نوعا من المخدرات الروحية التي ما أكثر ما يتهم بها الراغبون في مواجهة التحدي في ترفع عن صرخات الاجتهاد الخاطئ للذين اعتقدوا بأنهم وجدوا الحلول لمسؤولية الجيل. بل الحق أن هذه النزعة ضرب منا الاجتهاد الجاد للبحث عن معقل للإيحاء الروحي والفكري لا ينضب معينه - وهو معقل لابد لكل من أحاطت به مسؤولية أو ألمت به أزمة من أن يلجأ إليه ليستمد منه القوة والشجاعة والرأي السديد

فجيلنا أشبه بالجيش المنهزم يواجه المعركة الفاصلة على حدود بلاده فهو لا يجد الحكمة في أن يغامر بما تبقى لديه من قوة ومناعة ليظفر بجزء من عتاد الأعداد وذخيرتهم ليتسلح بها في الموقعة الفاصلة، بل الحصافة في أن يجمع ما استطاع جمعه من ذخيرة وقوة محلية من طول البلاد وعرضها. فيقتلع أسلاك الحدائق وبوابات القصور وقضبان النوافذ ليصهر ويصنع منها سلاحا يتحصن فيه خندق مكين إلى أن يستعيد من بأسه ويجند قوته الكامنة في عزم شديد

وجيلنا في عراكه مع المسؤوليات الجسام التي تتحداه لا يستطيع أن يضمن لنفسه النصر إذا اختار المغامرة في المعركة الفاصلة فاندفع بجمع ذخيرته من فتات الآراء والمبادئ يلتقطها من أطراف الميدان الذي يسيطر عليه العدو الملاحق. بل أن طبيعة هذا العراك تفرض على جيلنا أن يختار لنفسه حصنا منيعا يجمع فيه ما استطاع اكتشافه من ذخيرة فكرية وتراث روحي من صميم المجتمع الذي نصب نفسه مدافعا عن حماه ساعيا إلى تحويله إلى مجتمع افضل

فكما أن آلة الحرب في أزمنة الصراع لا يمكن لها أن تقتصر في استعدادها على ما

<<  <  ج:
ص:  >  >>