فيك يا مصر لذتي وسروري ... وسميري وقت الشباب ووكري
ويجدر بنا هنا أن نشير إلى أن أكثر شعراء السودان لا يزالون متعلقين بمصر، يبنون عليها آمالهم وآمال شعبهم وبلادهم غير ملتفتين إلى صيحات دعاة التفرقة والاستعمار. هاتفين بالوحدة والتمسك بأهداف أمهم الحنون. وعلى رأس هذه الطبقة من الشباب المرحوم شاعر الإبداع التيجاني يوسف بشير. فهو يقول في قصيدته (ثقافة مصر)
عادني اليوم من حديثك يا (مص ... ر) رؤى وطوفت بي ذكرى
وهفا باسمك الفؤاد ولجت ... بسمات على الخواطر سكرى
من أتى صخرة الوجود ففرا ... ها وأجرى منها الذي كان أجري
سلسبيلا عذب المشارع ثرا ... راً، رويا جم الأوذاي غمرا
كلما مصر المسود منها ... زاد في مجده جلالا وكبرا
كلما طوق (الكنانة) علماً ... خولتنا منه روافد تترى
هو من صاغنا على حرم الن ... يل وشطآنه دعاء وشكرا
فجر النيل يوم نشر في الأر ... ض ضحاها وصاغ للناس فجرا
قال:
كن فاستجاش يقذف دفا ... عاً ويجري على الشواطئ خمرا
ويقول أيضاً في قصيدته (رسل الشباب في مصر)
وشباب من الكنانة حمس ... ينثرون الحماس صاعا بصاع
صرخوا بالعرين صرخة ذي مج ... د مذال وذي مقر مضاع
في سبيل الجهاد عن ... مصر بنو بمنصل ويراع
وأرى مصر الشباب حليفي ... مجد فرعون أو ضجيعي يفاع
مصر دين الشباب في الحضر الراف ... ة والبدو من قرى وبقاع
مصر أم الشعوب ماذا عراها ... واعترى الشرق من وجي وضياع
حبذا الموت في سبيلك يا مص ... ر لنشئ عن الحمى دفاع
قل لمصر وحيها في شباب ... صيغ من جرأة ومن إزماع
شاد أركانها وشد ذراها ... وابتنى صرح مجدها المتداعي