في جهاد عن العقيدة صدق ... ونضال عن الحمى وقراع
مصر يا مهبط الحضارة والن ... ور ويا مبعث الهدى كل ساع
وهكذا نجد أكثر أرباب الفن والقلم في السودان لا ينكرون فضل مصر عليهم بل يتجهون دائما وأبدا صوب زعيمة النهضة وأم البلاد العربية متخذين منها قبلة يوجهون إليها صلاتهم وتسابيحهم وأناشيدهم لأنها الملجأ الوحيد والمأمل الذي يخلصهم مما هم فيه، ولا غرو ففضل أعلام مصر وأدبائها وشعرائها يستوي فيه السوداني والسوري والعراق واللبناني وكافة العرب في أقطارهم. .
والناحية الثانية الظاهرة في شعر العباسي التي تظهر واضحة جلية في شعره هي بكاؤه على شبابه الذاهب وتذكره أيامه السالفة
٢ - ذكري الشباب:
تطالعنا لوعة تذكرة لأيام صباه في كل قصيدة من قصائده، فهو ببكي على ساعات لهوه وسني مراحه وذكريات أفراحه، والناظر في ديوانه يلمس هذه الظاهرة بوضوح تام فلنستمع إليه وهو يقول:
فارقتها والشعر في لون الدجى ... واليوم عدت به صباحاً مسفرا
(سبعون) قصرت الخطى فتركنني ... أمشي الهوينا ضالعاً متعثرا
من بعد أن كنت الذي يطأ الثرى ... زهوراً، ويستهوي الحسان تبخترا
يا من وجدت بحبهم ما أشتهي ... هل من شباب لي يباع ويشترى
ولو انهم ملكوا لما بخلوا به ... ولأرجعوني والزمان القهقري
لأظل أرفل في شباب فاتني ... زمن الشباب، وفته متحسرا
أو يقول:
ولله قلب قد سلا نشوة الصبا ... وقد كان في ريعانه جد جاهد
وهل أبقيت الأيام شيئا ألذه ... وقد أسلمتني للردى والشدائد
لذا بعت لذات الصبا غير نادم ... وعدت لشيب لم يكن خير وافد
أو يقول: