للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تجد مجتمعا راقيا مهذبا يعينك على سلوكك، ويفسح صدره لآرائك، وما شد من عزمي في تحرير هذه الرسالة إليك إلا إنني اعلم فيك استعداداً فطرياً وسماحة، وخلقا، لا يمنعك أن تفيد من التجارب ما دامت شريفة المقصد، نبيلة الغاية، فاسمع يا أخي، ولا تضق بي، أو تمط من فمك، أو تغضن من جبينك، فما أريد ألا الخير. وأعلم أن أحد لم يوح إلي، أو يمل علي، وإنما أنا وحدي الذي ارتأيت كما رأيت؛ أنا وحدي حتى لا أكون سببا في متاعب ذهنية، كلانا في غنى عنها، لأنني أحبك، وأوثرك على سواك، فإن تلاقى رأيانا كان ذلك لي نجاحا، وإن رأيت إنني أبعدت في الفهم، وجرت في الرأي، فأحب شيء إلى نفسي أن تبين ما بصدق اللهجة، ونفاذ البصيرة، وإخلاص الدفاع، وكل ما أهدف إليه ألا أراك موضعا لقالة، أو ظنينا بجور، وهذا ما يعنيني أن أتحدث معك في أمره، أما سائر شأنك، فلا أدس أنفي فيه، لأنه سلوك شخصي قد يكون لك فيه تأويل أو مساغ، ولا أدعي لنفسي عقلا أكبر من عقلك، على كبر في السن، وكثرة في التجارب، وهاأنذا صنعت. . فهل تجد هذه الرسالة منك أذنا صاغية، وقلبا واعيا، فتسوى أمرك، وتدنوا من إفهام الناس، لتتقي أذاهم، وتكتفي من ظنونهم، وإلا فأين هو السلاح الذي أشهره في الدفاع عنك، إن تطاير من أجلك حديث، أو أثير حولك غبار، وسلام عليك.

محمد محمد الأبهشي

إلى الأستاذ حبيب جاماتي

قرأت كتابكم الذي أخيرا في سلسلة كتب للجميع بعنوان (أغرب ما رأيت) فعنت لي بعض خواطر أسجلها فيما يلي: -

١ - حول تجارة الرقيق:

تمنى الأستاذ جاماتي أن يكون تقدم الزمن منذ عام ١٩٣٠ قد خدم العبيد ضد النخاسين ولا أدري لماذا لم يتتبع الأستاذ الفاضل أخبار تجارة الرقيق بعد هذا التاريخ!!

وبالأمس القريب وفي سنة ١٩٥٠ اتهم الكاتب الأمريكي لورنس جرسولد اليمن بتجارة الرقيق

فقد كتب مقالاً عنوانه (مازلت تستطيع أن تشتري جارية) وقد نشر هذا المقال في إحدى

<<  <  ج:
ص:  >  >>